اذا كان تصريح وزير التربية دقيقا حول تكلفة الطالب في المدارس الحكومية وان تكلفة الطالب الواحد تتجاوز الـ 15 ألف دينار سنويا، طبعا بعيدا عن كسور وضرب وطرح طريقة حساب التكلفة التي تشكل ولا شك كل ميزانية التربية بمشاريعها ورواتب مدرسيها وعقودها وصيانتها، وبحسابها كاملة وتقسيمها على عدد طلاب مدارس الحكومة فلا شك أننا سنخرج بالرقم الذي أعلنه الوزير، وهذا أمر ليس بحاجة إلى خبير رياضي ليستنتج ان هذه التكلفة هي حاصل نتيجة قسمة ميزانية التربية على عدد الطلاب.
سأحاول أن أتناسى هذا كله وسأقول إن الوزير كان يعني ما يقوله وان كل طالب يكلف الدولة 15 ألف دينار كويتي كاملة، لذا بما ان هذا هو التفكير بحساب تكلفة الطالب سأرد بذات التفكير، إذن وزارة التربية لا بل الحكومة كلها ملزمة- بما ان الوزير حدد الرقم- أن تدفع لكل مواطن 15 ألف دينار لكل ابن من أبنائه يدرس في الحكومة، شريطة ان يخرج ابنه من مدارس الحكومة ويقوم بتدريسه في مدارس خاصة أو حتى خارج البلاد في مدارس أميركية وأوروبية وحتى أسترالية لو احب، اعتقد أن رسم أعلى مدرسة خاصة لا يتجاوز ثلث الرقم الذي أعلنه وزير التربية، وكل مواطن حر سواء يريد أن يكمل أبناؤه في الحكومة وتستمر الحكومة في صرف مبلغ الـ ١٥ ألف دينار سنويا عليه، أو ان تطلب منه الحكومة وتخيره بين أن يكمل ابنه في الحكومة أو أن تمنحه مثلا قيمة رسوم مدرسة خاصة ب٣ أو ٤ أو حتى ٥ آلاف وتوفر عليها ١٠ آلاف دينار، ففي الحالتين الحكومة رابحة والطالب رابح، بل حتى المدارس الخاصة ستربح وسيعيش الجميع في تبات ونبات.
المسألة حللتها حسابيا وفق ما أعلنه وزير التربية، وأعلم أنها ربما تبدو منطقيا غير واقعية، ولكن الحكومة اذا قامت بدفع مصاريف كل طالب في مدارس خاصة فستوفر حسابيا ثلثي تكلفته وبالتالي ستوفر ثلثي ميزانية وزارة التربية، فلماذا تدفع 15 ألف دينار لطالب في مدرسة حكومية بمناهج متأخرة ومتبدلة ومبان مدرسية أثرية وهي تستطيع أن تقدم له تعليما افضل بثلث القيمة أي أقل من ٥ آلاف دينار بقليل؟!
BoresliTariq@
[email protected]