منذ أربعة أشهر وكلنا نتساءل: أين اختفى وعد مناقشة زيادة البنزين من أجندات أعضاء مجلس الأمة؟ وهو الوعد الذي كان في عنوان رئيسي كل الندوات الانتخابية لأعضاء مجلس الأمة، ومرت الآن أربعة أشهر ولم نر شيئا، كمتابع لم يكن هناك عدد من الأسئلة البرلمانية والتصريحات السريعة هنا وهناك عن هذه الزيادة، ثم لا شيء لا جلسة طارئة ولا جلسة نقاش عادية وليس هناك تحرك نيابي جاد لحل تلك القضية التي كانت شغل الناس الشاغل قبل حل المجلس الماضي.
صراحة، قضية زيادة البنزين أصبحت أمرا واقعا الآن، ولا أدعو لإعادة النظر في الزيادة أو إعادتها لوضعها الطبيعي كما كانت، ولكن من حقي أن أسأل النواب سؤالا مهما وهو: ألم تكن تلك الزيادة قضية شعبية في برامجكم الانتخابية؟ ألم تكن تلك الزيادة سببا في الغضب الشعبي من الحكومة؟ وهو الأمر الذي استغله الأعضاء كقضية حيوية في ندواتهم ومخاطبتهم للناخبين ومن انهم سيساءلون الحكومة حول القضية، بل هددوا بمساءلة الوزير المختص، ولكن بعد وصولهم إلى البرلمان خرج منهم عدد من التصريحات السريعة ثم عدد من الأسئلة البرلمانية، وانتهى الأمر، بل أدخلونا في سجال مع الحكومة وخاضوا معركة سياسية غير مبررة وغير معروفة الأهداف، واستجوبوا وزير الإعلام في قضية هامشية لم تكن على أجنداتهم الانتخابية ولا من ضمن برامجهم الانتخابية، وخلقوا حالة من الاحتقان السياسي قبل الاستجواب وكان هدفهم عودة النشاط الرياضي، وكان هذا هو هدفهم المعلن، واستجوبوا ودخلوا وادخلونا معهم في معركة انتهت باستقالة الوزير، وهم الذين وعدونا بعودة النشاط بعد الاستجواب، وقبله كانوا قد وعدونا بإعادة أسعار البنزين إلى ما كانت عليه، والآن انتهى الاستجواب ورحل الوزير ولم يعد النشاط الرياضي، بل لا يتحدثون عنه الآن وكأنهم لم يستجوبوا ولم يتسببوا في احتقان سياسي، وطبعا قبلها والى الآن تبخرت وعودهم في أمل إعادة أسعار البنزين، فلا من بنزيننا ولا من رياضتنا، والآن يدخلوننا قضية ثانية وهي قضية الجناسي ويصورونها بأنها قضية القضايا. نوابنا للأسف في هذه الحالة نسوا الأولويات الحقيقية، نسوا التعليم والصحة والإسكان اهم ثلاث أولويات للشعب الكويتي ويتحدثون عن قضايا هامشية مقارنة بالقضايا الشعبية الثلاثة، ولابد من كل ناخبي كل منطقة أن يعملوا جرد حساب لنواب دائرتهم وممثليهم وان يسألوهم: لماذا انشغلتم وأشغلتمونا بالقضايا الهامشية وأهملتم القضايا التي تهم كل بيت في الكويت؟!
٭ كلمة أخيرة: غدا أو بعد غد على أقصى تقدير تبدأ نهاية مصفاة الشعيبة الأثرية، ومما لا شك فيه أنها كانت أحد الروافد التكريرية المهمة لصناعتنا النفطية الرائدة التي تشرفت بالعمل فيها. وإذا شاءت إرادة الله النهاية لهذا الصرح العملاق فإننا نسأله سبحانه أن يرحم من عمل فيها ممن انتقل إلى جواره وان يطيل على طاعته عمر العاملين فيها، وان يكتب لهم التوفيق في حياتهم القادمة، حيث كانت بيتهم الثاني، ومن الأمانة الأخلاقية ككاتب يتمنى للعاملين في المصفاة أن ينالهم الوفاء من إدارة الشركة من خلال تكريم لائق، خاصة أن هذا الحدث سيكون نهاية مشوار البعض منهم.
وفق الله الجميع لخدمة الكويت تحت ظل والدنا وأميرنا حفظه الله ورعاه.
[email protected]