نظام بصمة إثبات الحضور والانصراف وضع لإثبات حضور الموظف وانصرافه، وكما هو حفظ لحقوق المؤسسة أو الوزارة لمعرفة التزام موظفيها بساعات العمل المقررة هو كذلك حفظ لحقوق الموظف واثبات لحضوره كي لا يظلم او يتم ظلمه من انه لم يحضر مثلا أن مسؤوله لا يحبه أو «حاط عليه» مثل ما نقول بالكويتي ويتسبب بإيذائه أو الخصم من راتبه أو تفنيشه إذا تجاوزت أيام الغياب المسجلة بحقه الحد المسموح به الذي يتيح للمؤسسة أو الوزارة فسخ عقده.
وأكثر الشركات والمؤسسات المتقدمة والمتطورة تتبع هذا النظام وتعمل به، وهو حق على الوجهين، يحفظ حق المؤسسة وهو أيضا يحفظ حق الموظف العامل في المؤسسة.
وإصدار تعميم قرار ديوان الخدمة المدنية لالتزام جميع الموظفين وعدم استثناء المديرين والقياديين وممن أتموا ٢٥ عاما من البصمة هو قرار منصف، وشخصيا أرى به عدالة للجميع، خاصة في الوزارات التي تعمل بالنظام الدوامي الصباحي من السابعة والنصف إلى الثانية ظهرا، وكذلك يحفظ حقوق مراجعي الوزارات الذين يذهب بعضهم إلى الوزارة ليخلص معاملة ولا يجد من يوقع له معاملته من مدير أو مراقب أو رئيس قسم لأنه أحيانا يحضر متأخرا ساعة أو ساعتين لأنه غير ملزم بالبصمة التي تجبره على الحضور في الساعة السابعة والنصف صباحا مع عموم الموظفين، فهو هنا برأيي أن هذا القرار يحفظ حقوق المراجعين لتلك الوزارات وتحديدا وزارات الخدمات المعنية بخدمة الناس.
القرار منصف جدا، وعادل وأرى أيضا انه مستحق ولا يمكن ان يتضايق منه أحد لأنه يسري على الجميع دون استثناء إلا طبعا لإخواننا من ذوي الاحتياجات الخاصة من ذوي الإعاقة الشديدة الذهنية لأسباب إنسانية، وكما ظهر في تقرير الزميلة «القبس» قبل أيام أن القرار يستهدف شريحة من القياديين لا تتعدى نسبتها الـ 7.5%، ما يعني أن اكثر من 90% من الموظفين اليوم وقبل القرار يخضعون لنظام البصمة وملتزمون فيه، وفي هذا شيء من العدالة للجميع، وسيتم تطبيقه في أكتوبر القادم كما ينص تعميم القرار، وهذا صحيح ومنصف للجميع ويخدم المراجعين وفيه كما ذكرت تسهيل على المراجعين أيضا لأنه يجبر القياديين الذين يكونون مخولين بتوقيع المعاملات الحضور منذ الصباح الباكر، واعتقد انه ستختفي جملة «المدير مو موجود» و«مرنا باجر» والحق ما يزعل يا جماعة.
ولكن فيه سؤال أو جهه للوزارات كلها التي ستطبق القرار على الجميع هو كيف ستتم قياس إنتاجية الموظف والمسؤول في إنجاز المعاملات؟ وكيف يتم قياس مدى التزام الموظف الذي يخلص معاملات الناس في مكتبه فهو مثلا يمكن أن يذهب للتدخين أو يذهب لقسم آخر ويترك مكانه ويتجول في أروقة الوزارة فأنتم هنا أثبتم حضوره وانصرافه من مبنى مقر عمله ولكن ماذا عن قياس إنتاجيته هذا سؤال مهم أرجو ان تتم الإجابة عنه من المسؤولين والمختصين.
BoresliTariq@