في مقالة سابقة وفي العام ٢٠١٤ ذكرت فيها ضرورة أن يتم تقديم دوام المدارس نصف ساعة فقط، وشرحت بطريقة عملية حتى وإن رأى البعض أنها مجرد نظرية كيف أن هذه النصف ساعة في تقديم الدوام المدرسي أو تأخيره يمكن أن تغير من أشياء كثيرة، بدءا من زيادة التحصيل العلمي والقضاء ولو جزئيا على ظاهرة الازدحام المروري الصباحي والأهم أنها تنسف عذر الموظفين الذين يتأخرون عن مقار أعمالهم بحجة أنهم كانوا يقومون بتوصيل أبنائهم إلى المدارس.
وقبل أسبوعين، أعلنت وزارة التربية أنها تدرس مقترح تأخير دوام موظفي الوزارات ساعة ونصف الساعة، وهو اقتراح يصب في نفس الفكرة التي اقترحتها لحل مشكلة الازدحامات المرورية الصباحية التي تشهدها البلاد كل يوم صباح مدرسي، وهو اقتراح يساهم في حل جزء من المشكلة المرورية، وأتمنى أن يقوم أي من النواب بتبني ذلك عبر اقتراح يقدمه للحكومة حيث لم أجد أي اقتراحات نيابية بمثل هذا المقترح، واعتقد انه من المفروض أن مثل هذه المقترحات يجب ان تخرج من النواب وليس من الحكومة وان يبادر نائب او اكثر من نائب بتقديم مقترح مشترك بطلب تأخير دوامات الوزارات لساعة أو ساعة ونصف الساعة على أن يبدأ الدوام الرسمي في الساعة الثامنة والنصف، في هذا الوقت بين الساعة السابعة حتى السابعة والنصف يقوم كل موظف ولي أمر بتوصيل ابنائه الى المدرسة دون استعجال او تدافع او ازدحامات، ويكون أمامه وقت كاف للانطلاق بسيارته أو سيارتها كموظف أو موظفة للوصول الى مقر عمله بوقت كاف ويكون لديه زمن متسع لإيصال أبنائه الى مدارسهم والالتحاق بعمله.
ولحل مشكلة الازدحام أيضا هناك حل آخر سهل وبسيط وغير مكلف وهو النقل الجماعي لطلبة وطالبات المدارس على ان يكون النقل الجماعي إجباريا باستخدام الباصات، ومهما كانت تكلفة هذا المشروع التزامه سيحل مشكلة الازدحامات المرورية أمام المدارس وفي المناطق، والنقل الجماعي الإجباري حل معمول به في كثير من الدول.
ويمكن لهذا الحل ان يساهم في حل جزء من المشكلة المرورية اليومية اذا كان من الصعب تطبيق تأخير الدوام لساعة أو لساعة ونصف.
الحلول موجودة ولكنها بحاجة إلى من يتبناها من النواب أو بحاجة الى أن تبادر الحكومة إلى التقدم بها، ولكن المشكلة عندنا في الكويت ان كل مشروع للإصلاح أو للتعديل يعملون له دراسات ولجانا وتمر سنوات دون ان تخرج نتيجة، وما اكثر المشاريع الإصلاحية التي دخلت في ادراج الدراسات واللجان ولجنة وراء لجنة ووزير يذهب ويأتي وزير وتختفي الدراسات أو لا تظهر للعلن!
إن تطبيق فكرة النقل الجماعي للطلبة من وإلى منازلهم يجعل اكثر من نصف المواطنين يتخلون عن وجود سائق لتوصيل أبنائهم وهو يساهم أيضا في حل المشكلة المرورية، وكذلك يخفف الازدحامات الناتجة عن توصيل أولياء الأمور لأبنائهم إلى المدارس، وهي مجرد فكرة يمكن تعديلها وتقديمها ودراستها بشكل سريع وتطبيقها وهي ليست فكرة مستحيلة، وبمناقصة واحدة يمكن تطبيقها، ولا أقول إنها تحل 100% من المشكلة ولكن تحل اقل شيء 60 إلى 70% من المشكلة.
كلمة موجهة لوزير التربية د.حامد العازمي الموقر: هناك شكاوى مشتركة من بعض أهل الميدان فضلا عن أولياء الأمور حول منهج الكفايات، وقد حملت أمانة إيصال الأمر بعد الله لكم في إعادة تقييم هذا المنهج ومعرفة سلبياته التي وصفها البعض بالخطيرة وإنني على ثقة بأنكم إن شاء الله ستقومون بدوركم المأمول في ذلك وإنني ككاتب في هذا الصدد لست من المؤيدين أو المعارضين، لكن بالمطلق لا يوجد مشروع ناجح وعليه شكاوى.
وفق الله الجميع لخدمة كويتنا الغالية.
BoresliTariq@
[email protected]