منذ اكثر من شهرين بل ومن قبل عطلة الربيع الاخيرة وكل حديث دواوين الدائرة الثالثة التي أنتمي اليها بالصوت والسكن لا يدور إلا عن الانتخابات القادمة وضرورة التغيير والغضب العارم الذي يعتري رواد دواوين الدائرة الثالثة من أداء المجلس الحالي، وطبعا طبعا الغضب العارم لا يتمحور فقط لدى رواد الدواوين ضد اغلب أعضاء الدائرة الثالثة بل اغلب أعضاء المجلس، بل في المجمل العام هناك حالة استياء متنامية ضد مجمل أداء المجلس، وعندما أتحدث مع أي من رواد تلك الدواوين لأستشف سببا لحالة الغضب من المجلس لا يحددون لي سببا واحدا أو حتى أسبابا، بل يتحدثون ان المجلس بالمجمل العام ليس بمستوى الطموح، وأكرر ان الغضب من المجلس ككل وليس من بعض او من غالبية أعضاء الدائرة الثالثة، ولكن عندما أتحدث عن مخرجات الدائرة الثالثة مع أي من رواد الدواوين التي أمر عليها بشكل أسبوعي أجد عدم رضا عن بعض المخرجات ويرون أنه يجب ألا تكون هذه مخرجات الدائرة الثالثة لا في هذا المجلس ولا المجلس الذي سبقه، وهو ما قادني لاستشعار الرأي العام لدى الدائرة الثالثة بأنهم غير راضين عن المجلس الحالي مجلس 2016 وهم كذلك غير راضين عن مجلس 2013، هذه حالة عدم رضا متراكمة في عموم دواوين الدائرة الثالثة، فالدائرة الثالثة كما نعرف ويعرف الجميع ويرددون ويتناقلون انها دائرة الفكر ويفترض ان تكون مخرجاتها وبنسبة 100% مخرجات وطنية تعمل لصالح الوطن والمواطنين وحماية المكتسبات الشعبية والدستورية والحريات اكثر من اي دائرة أخرى، وهذا طبعا ليس تميزا للدائرة الثالثة فكل الدوائر فيها البركة وكلها أنتجت نوابا وطنيين محاربين عن الدستور ومدافعين عن الحريات ولكن الدائرة الثالثة عرفت بأنها الدائرة الأكثر مقربة من الدفاع عن المكتسبات الدستورية وطبعا هذا منذ ان أصبحت الدائرة الثالثة على ما هي عليه بعد قانون الانتخابات «الخمس دوائر وأربع أصوات» قبل ١١ عاما تقريبا.
الآن يجب ان تكون دوائر الكويت كلها دوائر فكر وتتنافس على هذا الشيء، ولكن الأمر كما سبق وأسلفت ان هناك حالة من الغضب العارم تجاه أداء المجلس الحالي، ومن أسباب الغضب وفق ما رأيت وتلمست انه لم يقر قوانين تتناسب مع مستوى أو تطلعات طموحات الشعب، وكذلك وأيضا لم يناقش قضايا الاستحقاقات الشعبية كالزيادات التي اقرت في المجلس الماضي من البنزين والكهرباء والماء ولم يبحث فيها.
ولي رؤيتي الخاصة ووفق زياراتي للدواوين وتلمس آراء رواد الدواوين أن المجلس الحالي اذا ما أراد ان يعود شعبيا وأن يقنع الناس بأنه مجلس حقيقي ويعمل فإنه عليه ان يفتح موضوعات زيادات أسعار البنزين وزيادات الكهرباء والماء وتتم مناقشتها علانية ودون أي مزايدات سياسية وان يقوم اكثر من عضو وأتمنى ان تكون غالبيتهم من الدائرة الثالثة بالتقدم بطلب لعقد جلسة خاصة لمناقشة تعديلات زيادات البنزين والكهرباء والماء مع ما يتواءم مع المصلحة العامة، ووفق ما أرى ان هذا الطريق الوحيد الحالي المتوافر لمجلس الأمة الحالي ليعود الى الشعب.
BoresliTariq@