قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إذا أحب الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلانا فأحببه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض».
وأبواب هذا الحديث الذي رواه البخاري أبواب عدة، وفي مقامنا هذا أرى أن كمية الحب التي غمرها أهل الكويت كلهم عن بكرة أبيهم للفقيد الراحل سعود المسلم كانت دليل حب لهذا الرجل وأسرته الكريمة ومآثر تركها الشاب الطيب بين الناس وجدت طريقها للإعلان أولا بين أقربائه ثم بين أصدقائه ثم بين أهل الكويت جميعا خلال فترة أيام البحث عنه في الترياق.
شاب في مقتبل العمر حصد حب أهل الكويت جميعا بعد أن تناقل الناس مآثره الطيبة من شخص إلى آخر، وكان كل يوم خلال أيام البحث عنه يتصدر اسمه القائمة الأعلى تداولا في وسائل التواصل، ليتضح حتى قبل العثور عليه انه شخص زرع الحب بين الناس بكرم أخلاقه وطيب تربيته فلا تجد مع الدعاء له ولأهله في أيام الشهر الفضيل سوى تكرار ذكر محاسنه وأخلاقه بل وسمو أخلاقه من أصدقائه وأقربائه وزملائه.
قلت حصد حب أهل الكويت جميعا، واتفقوا على حبه وأكثرهم لم يكن يعرفه قبل حادثة فقدانه في البحر.
سعود المسلم وخلال أيام البحث عنه توجهت عشرات الآلاف من الألسنة بالدعاء له كل يوم في نهار رمضان وأنا أعتقد أن هذا جزء من الحب الذي تركه بين الناس وأثر من سيرته الطيبة بين المقربين منه.
سعود المسلم «فقيده» نعم مثله «فقيده» شاب عرفه أهل الكويت كلها في مأساة تابعها الجميع لحظة بلحظة حتى العثور عليه.
وما يصبر ويهون على أهله المصاب هو ما ذكره امر القوة البحرية اللواء خالد الكندري أن سعود تعرض الإغماء خلال ممارسته للغوص عندما كان صائما.
نحسبه شهيدا ان شاء الله، والله يرحمه ويتجاوز عنه ويرفع سيئاته حسنات ويربط على قلوب أهله ويفرغ عليهم صبرا من عنده في مصابهم الجلل.
سعود المسلم رحل ليوحد أهل الكويت بالدعاء له، ووحد أهل الكويت في تعزية أهله.
رحم الله سعود المسلم الشاب الخلوق المحافظ الملتزم الذي نشر سيرة عطرة لشاب كويتي يحتذى به خلقا.
[email protected]