تابعت بفخر واعتزاز ملحمة جزيرة فيلكا من خلال تمرين «الردع الحاسم ٥»، والتي قدمها رجال القوات الخاصة بحضور وزير الداخلية ووكيل وزارة الداخلية والوكلاء المساعدين، ذلك التمرين الذي أجاد فيه رجال القوات الخاصة وكانت وراءه جهود جبارة ويبرهن على قدرة وكفاءة اجهزتنا للتصدي للارهابيين.
وقبل التطرق الى الفوائد الجمة لهذا التمرين الراقي أحب ان ابارك للواء محمود الدوسري وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون القوات الخاصة ولجميع الوحدات المشاركة في هذا التمرين وان اثمن اللفتة الرائعة للشيخ محمد الخالد حينما حيا وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الامن العام اخي اللواء عبدالفتاح العلي على جهوده وعطائه في العمل، وهو تكريم مستحق لقيادة امنية أجادت وخدمت الوطن من موقعها، وفي الوقت ذاته هذه اللفتة ليست بغريبة على الوزير الذي يحرص على انتهاج سياسة مكافأة المجد ومحاسبة المقصر، ودوما يحرص على تكريم اخوانه المتقاعدين من ضباط ومدنيين، بل يدعوهم للجلوس معه والتحاور في الشأن العام، وأتمنى لأخي اللواء عبد الفتاح «ابو احمد» التوفيق في حياته ما بعد وزارة الداخلية.
وعودة الى التمرين والاسباب التي دعت وزارة الداخلية الى تنفيذه وبهذه الكفاءة والقدرة الكبيرة، لا يخفى على احد الأوضاع الإقليمية غير المستقرة والتنظيمات الإرهابية التي تنتشر في معظم دول العالم كالسرطان حتى وصلت الى دول غربية مثل فرنسا وأميركا وغيرهما من الدول.
والكويت وقبل أشهر بسيطة عانت من ويلات هذا التنظيم المتطرف حينما اقدم ارهابي بدعم اشخاص على شاكلته على فعل مشين أودى بحياة نحو ٣٠ مواطنا كانوا يصلون في مسجد في منطقة الصوابر لتنتفض اجهزة وزارة الداخلية وتشن حملات على الخلايا النائمة وتضبط موالين ومتعاطفين مع هذا التنظيم المتطرف وتحولهم للنيابة، ورغم الجهود الكبيرة التي بذلها قطاع امن الدولة ولاتزال هذه الجهود متواصلة من قبل هذا القطاع برئاسة اللواء عصام النهام، ولكن لتنظيم داعش الارهابي من يفكر له وقد يتكرر سيناريو مشابه لما حدث في فرنسا او سيناريو مختلف، وهذا ما يدعونا الى تدريب وتأهيل عناصر النخبة على التعامل مع اي تهديد محتمل بحيث تستطيع هذه النخبة سحق وتدمير من يريد إلحاق الضرر بالمواطنين وضيوف الكويت من الوافدين، وتدريب العناصر الشرطية يعد من الأساسيات الواجب اتباعها والحرص عليها وهي عقيدة راسخة للاجهزة الأمنية في شتى دول العالم، ووزارة الداخلية غير غافلة عن إعطاء التدريب الاولوية القصوى، وان «الردع الحاسم ٥» وتنفيذه بهذه الكفاءة والتنسيق اللافت بين اجهزة اخرى يعطي رسالة واضحة لكل من يفكر في الإضرار بالكويت بأن هناك رجالا اوفياء لهذا الوطن المعطاء هم على أتم الاستعداد لأن يضحوا بحياتهم حتى تنعم أسرهم وابناؤهم بنعمة الامن والامان، ولا أستطيع الا ان أشكر كل ضابط وضابط صف ممن شاركوا في التمرين وأعطوا رسالة واضحة للاهاربين بأنهم سيُسحقون اذا اقتربوا وغامروا وحاولوا ان يمارسوا اي حماقة لأنهم سيكونون امام رجال اكثر تضحية بحياتهم منهم، اي من الإرهابيين والدواعش.
آخر الكلام
مخيم وزارة الداخلية حلت البركة عليه وزادت أنواره بزيارة أميرنا وقائد مسيرتنا صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد، زيارة أميرنا للمخيم نعتز ونفتخر بها كعسكريين، وباسمي وباسم اخواني الضباط نشكر سموك على هذه الزيارة الكريمة، وهي ليست غريبة على قائدنا واميرنا وراعي نهضتنا. حفظ الله الكويت من كل مكروه وأدام الخير ونعمة الامن والامان.