الإكراه من المحظورات شرعا وقانونا والمشرّع فاوت الفرق في العقوبة المترتبة بين الجرائم المرتكبة بفعل الإكراه ومن دون إكراه.
المتابع لما يصدر عنا وما نستورده أو نشتريه لأبنائنا أن هناك إصرارا وترصدا على إعداد جيل جديد مشحون بالعنف المفرط، ولعل في مشاجرة الشويخ أول من أمس خير دليل، فنحن كآباء ومع الأسف نتحمل جانبا كبيرا من العنف لدى الأبناء ونكون شركاء في الجريمة.
نعم، ما يحدث للجيل الجديد بمنزلة جريمة ووجب علينا أن نتصدى لها وأن تتضافر كل الجهود لإيجاد حلول جذرية لها.
الشواهد على الشحن بالعنف كثيرة، فهناك سلوكيات غير منضبطة تصدر عن الآباء أمام أبنائهم ومضمونها العنف وعدم الاحترام للقانون وللآخرين، ويعزز ذلك أن أغلب الأفلام والمسلسلات فيها عنف مفرط وإصرار على تغييب العقل وكأننا نحيا في غابة يحكمها القوي ولا مكان للضعيف فيها، بل لا مكان فيها لتفعيل العقل، أحيانا اسأل نفسي من أين أتى معدو هذه المسلسلات والأفلام بهذه الأفكار التي يروجونها؟ بصراحة شديدة لا أجد إجابة، نعم يوجد بيننا أشقياء وخارجون على القانون، ولكن هؤلاء ما يجب أن يكونوا قاعدة مسلم بها، وهذا ينطبق على الأفلام العربية والغربية.
وإذا تركنا الأفلام جانبا وتحدثنا عن الألعاب الإلكترونية، فحدث ولا حرج، حيث نجد 90% من الألعاب هي مجرد مسدسات وأسلحة ثقيلة ودماء تتناثر بفعل القتل العمد، مرورا بتسلق الجبال والقفز من الارتفاعات الشاهقة وكأن ما يأتي في الألعاب هو المنطق رغم انه مغاير للعقل والمنطق، ولن أتطرق الى مآسي تحدث في عالمنا العربي بفعل هذه الألعاب، والتي في مجملها تجعل أبناءنا يحيون في عالم افتراضي لا علاقة له بالواقع، ويدفعهم الى تركيز قدراتهم العقلية للتفنن في القتل بالألعاب المنزلية، بالطبع الألعاب الإلكترونية لا دخل لنا بها كشعوب عربية باعتبارنا مستهلكين فقط لما ينتجه لنا الغرب.
سأترك الألعاب القتالية الإلكترونية جانبا باعتبارها من الصعب الاستغناء عنها أسوة بالهواتف النقالة، وأتحدث عن الأسلحة النارية والممثلة في مسدسات شبيهة تماما بالكلاشينكوف تباع في الأسواق وهي برأيي أخطر من الألعاب الإلكترونية بكثير، لماذا؟ لأن الألعاب الإلكترونية في الغالب تستخدم من مراهقين يدركون ولو بنسبة أن هذه الألعاب من نسج الخيال، ولكن خطورة المسدسات أنها تنشئ لنا جيلا معتادا على العنف، من المهم على أولياء الأمور أن يتجنبوا شراء هذه المسدسات كخطوة أولى، ووجب على وزارة التجارة والإدارة العامة للجمارك أن يقوما بما يجب ان يفعلاه بمنع استيراد هذه البضائع ومصادرة ما يتم جلبه، للأسف الأسلحة الشبيهة بالحقيقية تباع في كل الأسواق ووجب منعها في أسرع وقت، وكفى علينا المسلسلات والافلام والبلاي ستيشن، وأرجو الا يتم تحميل الداخلية مسؤولية منع انتشارها في البلاد لأنها مسؤولية التجارة والجمارك وقبل ذلك مسؤولية الآباء والأمهات الذين يشترونها ويسهمون في إيجاد جيل مكره على العنف.
آخر الكلام: أبارك الى أخي الشيخ محمد اليوسف حصوله على رتبة فريق، وهذه الترقية برأيي ما هي الا تقدير وتتويج لعطاء وإخلاص وتفان في العمل لأكثر من أربعة عقود، ترقية أخي الفريق اليوسف من مجلس الوزراء كنت آمل ان تكون متزامنة مع هذا القرار بترقية وكلاء مساعدين، حيث ان مهام الوكلاء المساعدين متعددة والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم كبيرة والخطأ منهم غير مقبول، وبرأيي أن استمرار عدد منهم كوكلاء بالإنابة فترة طويلة يبرهن على انهم يستحقون المنصب عن جدارة، عندي ثقة بأن الأيام المقبلة ستشهد مثل هذه القرارات، وأن تصدر ايضا قرارات بترقية عمداء وألوية بحيث تكون القرارات عيدية الى إخواني وأبنائي الضباط وهم يستاهلون، كما لا يفوتني توجيه الشكر الى أخي العميد عادل الحشاش على تواصله ومتابعته لما ينشر في وسائل الإعلام، والرد الخاص بشأن مقالتي المرتبطة بالهاتف النقال أشكره عليه، وأتمنى الإسراع في عرض مشروع تغليظ العقوبات في قانون المرور الجديد على السلطة التشريعية لاعتماده.