«حدث العاقل بما لا يعقل فإن صدق فلا عقل له» مثل يحتم على الإنسان ان يقدر ويعي ما يقال له لأنه اذا صدق اللامعقول فإنه لا عقل له، هذا المدخل للأسف ينطبق على البعض وربما الكثير من الناس، فنجد كلاما لا يستحق ان نفكر فيه سوى ثوان ووجب ان نتجاهله لأنه غير منطقي بالمرة ومع ذلك يكون هناك من يصدق هذه الأكاذيب وربما يكون عضوا فاعلا في تحقيق الانتشار بين مختلف الشرائح وكأنها واقع وحقيقة نفيها صعب، واذا قامت جهة ما بنفيها لأنها بالأساس غير منطقية نجد موجة من التشكيك تدور حول الجهة التي نفت وكأن الآية انعكست فأصبح المنطق لا منطق واللامنطق منطقا.
لن أتحدث كثيرا في هذه الجزئية ولكن الماضي القريب كاشف على تجاوز الحد المسموح للخيال في الكويت وإلا ما هو تفسير تداول قضية الطبيب المزيف البنغالي مع كمية من البهارات فتحول من عامل إلى طبيب كبير وانتسابه إلى عائلة معروفة ..إلخ، أليس مثل هذه النوعية من الأخبار غير المنطقية تحتاج إلى اقل من ١٠ ثوان حتى يلفظها العقل ويقول متلقوها انها كلام لا يستحق ان يكون موضع اخذ ورد أو حتى يسهم بطريقة أو بأخرى في تداوله حتى أضحت واقعة البنغالي حديث عدد كبير من المواطنين والوافدين وصولا إلى نشر صور وأسماء لمواطنين أطباء وأنهم هم المعنيون، اعتقد ان الخيال الذي يتجاوز المسموح وجب ان نتصدى له بعدة إجراءات.
الأول قانوني بأن تباشر الأجهزة المتخصصة خاصة وزارة الداخلية والقضاء الشامخ الإجراءات القانونية بحيث يرتدع من يفكر في اطلاق شائعة تحدث بلبلة. اما الإجراء التالي فيقع على عاتقنا جميعا اذ يجب منا ان نمنطق ما يقال قبل ان نعيد تداوله بحيث لا نسمح بشائعات تثير البلبلة.
الشائعات من اخطر الأسلحة التي توثر بالسلب على أي مجتمع وفي زمن الحرب يعتبر سلاح الشائعات من اخطر الأسلحة وأشدها فتكا لأنها تلعب على وتر تداول وبث ما يؤدي إلى الانكسار وزرع اليأس في النفوس والتشكيك في أي إنجاز، اذن دعونا نتفق على خطورة سلاح الشائعات وان يكون لنا الدور المهم في الحد منها بقليل من المنطق والتبصر والتفكير، ايضا لابد من الحزم في الرد السريع مثلما حاول البعض النيل من احد اكفأ قطاعات في الدولة وهي الادارة العامة للإطفاء والربط بين أبطال الإطفاء والشريط الذي نسب لتنظيم داعش الإرهابي ليأتي رد الإطفاء مقنعا وجازما بان جميع آليات الإطفاء تراقب من خلال أجهزة تتبع.. الخ ومن خلال رد الإطفاء اصبح لدى أي شخص قناعة بصحة بيان الإطفاء وكذب ما اشيع وتم توجيه صفعة لمن حاول الافتراء على هذا القطاع بنشر شائعة الرابط بين الجهاز والإرهابيين.
آخر الكلام
حاولت البحث عن عنوان للأسبوع الماضي فلم اجد افضل من «أسبوع الوحدة الحزين» وفيه فقدت الكويت ٣ سفراء للفن والخير فكان ابو عدنان رحمة الله عليه خير سفير ومعبر عن كثير مما يجيش في نفوس الكويتيين فحظي بمحبة الجميع فوحد الكويت بعد رحيله. اما الشهيدان د.وليد العلى إيمام وخطيب المسجد الكبير والداعية فهد الحسيني فكانا سفيرين للخير والعطاء في كافة الدول المحتاجة وحينما جاءت لحظات الوداع الأخير تجمع الكويتيون بجميع طوائفهم للمشاركة في تشييع الشهيدين، وجاءت أوامر صاحب السمو أميرنا حفظه الله بنقل جثامين السفراء الثلاثة بطائرات أميرية وتقديمه واجب العزاء ليؤكد سموه على ان الشعب الكويتي على قلب رجل واحد.
اللهم ارحم سفراء الكويت الثلاثة وألهم ذويهم الصبر والسلوان.