لم يكن في مخيلة اكثر المتفائلين ان يجتمع الاشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي على مائدة واحدة خاصة مع الاحداث الاخيرة والتي، كان من الممكن ان تعصف بمنظومة دول مجلس التعاون الخليجي، الا ان الاقدار شاءت ان تمن على المنطقة بأسرها بشخص بقيمة وقامة وخبرة ديبلوماسية نادرا ما تتكرر ممثلة في شخص امير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح والذي آل على نفسه لم شمل دول التعاون، ولم لا؟ وشخصية بحجم سمو الامير ليس في قاموسها اليأس او الاستسلام فآثر منذ حدوث الخلاف، الوقوف على الحياد رغم الصعوبة الكبيرة التي كانت تعتري هذا الموقف الحيادي.
صاحب السمو قام بجولات مكوكية لإعادة المياه الى مجاريها، ورغم عدم التجاوب مع دعوات سموه اصر على المضي قدما بأي طريقة كانت وكانت قمة مجلس التعاون الخليجي والمقرر عقدها في الكويت فرصة اخرى ما كان لرجل بحكمة صاحب السمو الا وان يستغلها افضل استغلال، وسموه يعلم ان الكويت هي صاحبة فكرة اقامة كيان خليجي هو الاقوى على مستوى العالم، سموه حفظه الله ورعاه قام بدعوة ملوك وأمراء ورؤساء مجلس التعاون ليجلسوا على طاولة واحدة ورغم انخفاض التمثيل لبعض البلدان فإنه يكفي للكويت فخرا ان جمع الإخوة الفرقاء على طاولة واحدة وهذا في حد ذاته انجاز يضاف الى سجل إنجازات سموه حفظه الله، ولم يمر الاجتماع والذي كان محل اهتمام عالمي دون الخروج بتوصيات أهمها وضع آلية لفض نزاعات دول المجلس ودعوة سموه الى ان يبقى مجلس التعاون بمنأى عن اي خلاف يطرأ بين الأشقاء.
أتحدث بلسان كل مواطن وأقول لصاحب السمو شكرا يا سمو الأمير ونحن فخورون بما بذلته من جهد مشكور، وهنيئا لنا بقائد ليس في قاموسه الاستسلام في اكثر الأزمات قتامة، انعقاد المجلس وجلوس الإخوة على طاولة واحدة حتما سيعقبه جلسات اخرى فالمهمة الأصعب أنجزها اميرنا وراعي نهضتنا باقتدار، وحينما اتحدث عن نجاح الكويت سياسيا في الترتيبات الخاصة بالقمة لا يمكن تجاهل الدور الكبير لمختلف قطاعات وزارة الداخلية في الانتشار والتنظيم لتليق الاجراءات المتخذة بضيوف صاحب السمو الامير حفظه الله.
شخصيا لمست بحكم خبرتي الامنية الجهد الكبير الذي بذل في الاعداد خاصة من اخي وكيل وزارة الداخلية الفريق محمود الدوسري والذي حرص شخصيا على الوقوف على الخطة الامنية ومتابعتها لحظة بلحظة وتنقله بين فندق جميرا والشيراتون وقصر بيان والشكر موصول لجهاز امن الدولة ولأخي اللواء عصام النهام ووكيل الامن الجنائي اللواء خالد الديين ووكيل وزارة الداخلية لشؤون العمليات اللواء جمال الصايغ ووكيل وزارة الداخلية لشؤون الامن العام اللواء ابراهيم الطراح ووكيل المرور بالإنابة اللواء فهد الشويع ووكيل وزارة الداخلية بالانابة لشؤون الامن الخاص اللواء شكري النجار، حقا برهنت الداخلية وهذا عهدنا بها أنها عند حسن الظن وعلى قدر المسؤولية.
آخر الكلام: من خلال متابعتي لما ينشر في الصحف يوميا من ضبطيات مرتبطة بتعاطي المخدرات اجد ان هناك تزايدا ملحوظا في مثل هذه النوعية من القضايا، اعتقد ان هذا التزايد يرجع الى وجود خلل ما
في المنظومة الأمنية والجمركية بما يؤدي الى ضخ وتهريب هذه السموم الى البلاد، هذا الخلل يجب معالجته بشكل سريع وفاعل بما يسهم في التقليل من وجود تلك السموم بين الشرائح العمرية الصغيرة.