مطلع الأسبوع الماضي أصدر اللواء الشيخ فيصل النواف وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الجنسية والجوازات بعد أيام من توليه مهام عمله تعديلا على أذونات الزيارة بحيث يسمح للوافدين بزيارة الكويت لمدة شهر غير قابلة للتجديد، هذا القرار او التعميم الذي بدأ تطبيقه فعليا لم يلق قبولا من أغلب الوافدين، ولكن من المؤكد انه قرار اتخذ بعد دراسة مستفيضة تنظر في المقام الأول الى مصلحة الكويت وخطط كافة الوزارات بترجمة رؤية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح، حفظه الله، بتحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري بحلول العام 2035 وايضا ينسجم مع توجهات سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك والنائب الأول الشيخ ناصر الصباح أعاده الله إلى أرض الوطن سالما معافي بانفتاح الكويت على العالم وتطوير الجزر الكويتية بما يجعلها واجهة تستقطب السائحين من كل بقاع العالم.
الوافدون والمعارضون لقرار تقنين الزيارات يخلطون الأوراق ويربطون بين توجهات الدولة بتحويل الكويت الى واجهة سياحية وبين إقامة أقاربهم في الكويت لعدة أشهر، حينما تتطلع الكويت إلى ان تكون واجهة سياحية مثلها في ذلك مثل دول خليجية تتشابه الى حد كبير معنا في الظروف المناخية فإنها تنظر الى الأمر بمنظور منطقي ويتمثل في ماذا نريد؟ ومن هم المطلوبون بأن نسهل أمر دخولهم البلاد؟
وحتى أبسط الأمر أقول لن يكون العامل او الموظف الوافد والذي يصل راتبه بالكاد إلى ٤٠٠ دينار ويقوم بإحضار زوجته للإقامة أو شقيقه للبحث عن فرصة عمل هو من ينشط السياحة، لأنه بالكاد يمكن ان يفي باحتياجات أسرته خلال وجودهم في الكويت، وبالتالي هؤلاء كاف عليهم الشهر ويجب على الأجهزة المعنية ان تعجل بفرض رسوم على الزيارات بأنواعها أسوة بأغلب دول العالم بما في ذلك الدول الخليجية.
تنشيط السياحية في الكويت وإقامة مشروعات عملاقة في الجزر لن يكونا بكثرة أعداد الوافدين بل في نوعية من يحضر وكم سينفقون، والقضية هنا تجارية بحتة، نعم الزيارات تنشط الأسواق الشعبية وغير الشعبية ولكن أثرها محدود على الأهداف العليا للدولة، شخصيا أعلم ان هذه الأمور حاضرة في فكر واستراتيجية قيادات وزارة الداخلية وأؤيد قرار او تعميم تقنين الزيارات، وان كنت أرى إمكانية تدرج المدة الى جانب فرض رسوم مع راتب الوافد بمعنى لا بأس من أن تكون الزيارة تصاعدية بحيث من يتقاضى أقل من ١٠٠٠ دينار يسمح له بأن يأتي بأسرته لمدة شهر وتتضاعف لمن يتجاوز راتبه الـ ٢٠٠٠ دينار، وبذلك يمكن ان يسهم حضور أقارب ذوي الدخل المتميز لفترة طويلة في إنعاش معقول للوضع الاقتصادي لأنه مدخولهم يمكنهم من توفير حياة لائقة والتأثير الإيجابي على السوق الكويتي والسياحية التي ننشدها وليس سياحة العمال.
٭ آخر الكلام: أتمنى من وزارة الأشغال التعجيل في الانتهاء من أعمال صيانة بعض الطرقات للاستفادة من سفر أعداد كبيرة من المواطنين والمقيمين خارج الكويت، نعم الأجواء في الفترة الصباحية شديدة الصعوبة على العمال والكادر الهندسي ولكن الطقس في الفترة المسائية جيد، الداخلية تبذل جهودا لحلحلة الاختناقات مع عودة الطيور المهاجرة ووجب ان تساعدها الوزارات الأخرى في ذلك خاصة وزارة الأشغال.