في الوقت الذي تبدأ الكويت مرحلة الانتقال من الركود الاقتصادي والتنموي لتبدأ مسيرة التحرير من القوانين ذات الطابع المقيد للاقتصاد الوطني الحر لتبدأ مرحلة التجدد مع اطلالة أكبر خطة تنموية تحتاج الى عقول اقتصادية ووطنية واعية لتأخذ بيد الكويت الى أفق عالمي تحدث هفوة سياسية وبحمد الله نتمكن من تجاوزها بقوة الارادة الوطنية لموقف النبلاء من نواب الأغلبية الواعية، ولكن تحدث خسارة أخرى لم تكن في الحسبان ولكن هذه هي ارادة الرحمن عندما تفجع الكويت بخسارة شخصية وطنية واقتصادية وإعلامية بحجم العم المرحوم خالد يوسف المرزوق، طيّب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته، تكون هذه الخسارة العظيمة والعميقة أكبر من أي خسائر سياسية ظاهرها الحفاظ على الدستور وباطنها «ثورة» مفتعلة ضد المنطق الوطني بالخروج إلى الشارع الغوغائي بدلا من الشارع السياسي والاقتصادي لانتشال الكويت كما فعل العم خالد المرزوق في كثير من المواقف الوطنية التي حاول المرحوم انقاذ وطنه من هذه المحن الاقتصادية والسياسية التي تراكمت على الكويت في غياب الرؤية النيابية الوطنية من بعد عودة الحياة البرلمانية في أكتوبر 1992 ولكن هكذا هو مصير الكويت في مثل هذه الرؤية النيابية الضيقة سياسيا.
من هنا نحن نقول إن نموذج العم خالد المرزوق السياسي والاقتصادي والإعلامي والاجتماعي والوطني هو النموذج الذي نضعه أمام كل السياسيين والاقتصاديين والإعلاميين لأنه القدوة الوطنية المثالية في الاتجاه الصحيح نحو انتشال الكويت من زوابع وعواصف الافتعال السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي يحاول البعض فرضه على كل أهل الكويت وفق نظرتهم الضيقة.
نعم العم خالد المرزوق مثال يحتذى في تعزيز الوحدة الوطنية دونما رتوش او محاباة لأنه اعلاميا وقف الوقفات الوطنية مع أهله الكويتيين في كل المحن ولم يرض بالنيل من كرامة الكويت أبدا، وبالتأكيد هذا الموقف الوطني الرائع انعكس على كل مواقفه الوطنية في الاقتصاد والاجتماع والسياسة وكان الدرس الأول لكل أبنائه واخوانه ومحبيه وأصدقائه.نعم سيبقى خالد يوسف المرزوق علامة وطنية في تاريخ الكويت المضيء بمثل هذه الشمعة التي انطفئت ولكن ستبقى مشتعلة تنير لنا طريق الوطنية الكويتية التي هي من قبس هذا الرجل الكريم.فهل نتعلم ونأخذ من قبسات العم خالد المرزوق مثل هذه المواقف الوطنية لتكون مدرسته جامعة لنا ولأجيالنا الكويتية في كل زمان ومكان؟
نسأل الله للعم أبا الوليد الرحمة والمغفرة وجنات الخلد وستبقى قوتنا الوطنية إعلاميا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا حتى وانت غائب عن الكويت.
طارق إدريس