الأخوان الفاضلان سالم يوسف الحسينان ومحمد عبدالرحمن الحسينان ألفا كتابا عن سيرة الشيخ الملا سالم علي الحسينان وقد قام د.عبدالمحسن عبدالله الجارالله الخرافي مشكورا بمراجعة وتقديم هذه الوثيقة التاريخية التي تمتد قيمتها العلمية والأدبية من تاريخ هذا العلامة الجليل الشيخ الملا سالم الحسينان، رحمه الله وطيب مثواه.
فالشيخ سالم عندما اقرأ عنه او اتذكره او اشاهد صورا له - رحمه الله - فإنني اعود بالذاكرة الى جيل من رجال كرماء بنيت المسيرة العلمية والتربوية على أيديهم، فهم رجال من مصنع المدرسة المباركية التي كانت نواة هذه المسيرة منذ عام 1911 وبلا شك تذكرني سيرة الشيخ الملا سالم الحسينان بالرجل الذي عاصره جيلا طويلا منذ طفولتهما وتلمذتهما معا على مقاعد المدرسة المباركية لأنهم من مدرسة علمية وخلقية وأدبية واحدة عاشوا جيرانا في حي المرقاب واصدقاء لم يفترقا الى عندما أخذت المنية الشيخ ملا سالم الحسينان في عام 1976، رحمه الله، هذه الذاكرة بالتأكيد تعود بي الى الوقت الذي كان فيه جدي المرحوم الشيخ الملا ادريس بن جاسم الدريس دائما يتحدث عن صديق الطفولة والصبا والزمالة في المدرسة المباركية تلميذين ومعلمين فيما بعد، بدآ على مقاعد الدراسة عام 1911 ثم اصبحا معلمين فيها عام 1918 بينما تركها الملا ادريس - رحمه الله، عام 1942 منتقلا الى جمارك الكويت للعمل محاسبا وكاتبا في الميناء، بينما الشيخ ملا سالم الحسينان تركها عام 1943 للتفرغ لأعماله الحرة... بالتأكيد عندما قرأت وتصفحت هذه الوثيقة التاريخية تذكرت تلك الصورة الخالدة التي وثقت لحظة وقوف اول دفعة من اساتذة المدرسة المباركية امام الكاميرا في لقطة تذكارية اصبحت اليوم بمثابة صفحة من تاريخ هؤلاء العلماء الاجلاء راسخة في سطور تاريخ هذا الوطن ومسيرة العلم والتربية، تلك الصورة التي وثقها المرحوم عبدالله خالد الحاتم، رحمه الله، أحد كبار المؤرخين والباحثين في تاريخ الكويت وسيرة رجالها.. نعم تلك الصورة التي تجمع معلمين المباركية الاوائل مع معلمهم الشيخ عمر عاصم الأزميري «الحسيني» والتي التقت في الثلاثينيات من القرن الماضي، تجمع الشيخ الكبير عمر عاصم استاذهم بطلبته وهم ملا عثمان بن عبداللطيف العثمان، والملا سالم بن علي الحسينان، والملا ادريس بن جاسم الدريس، والملا محمد بن عمر بن عاصم، الملا محمد الشايجي والملا محمد اسماعيل الغانم، والشيخ الملا أحمد بن خميس.. بالطبع تلك الصورة التاريخية التي ستبقى في الذاكرة تؤكد لنا ولكل رجال التربية والعلم أن هؤلاء الأفاضل الاجلاء رجال نواة المسيرة التربوية ونواة المدرسة المباركية التي احتضنت العلم والعلماء منذ عامها الأول في 1911، رحم الله الشيخ الملا سالم الحسينان واساتذته واصدقاءه الاجلاء الكرماء رحمة واسعة وطيب الله ثراهم، انها صفحة تاريخية لا تمل ولا تطوى ولا تغيب عن الذاكرة انها درس مهم لرجال العلم والتربية اليوم وفي المستقبل.