ونحن نرصد إعلانات محطات التلفزة المحلية والخليجية والعربية نلاحظ زخم الدعاية والتنافس الإعلاني للإنتاج التلفزيوني للمسلسلات العربية والخليجية والأجنبية المترجمة وعروضها التنافسية على هذه المحطات، ولكن المؤسف اليوم مع دخول شهر رمضان المبارك نجد ساعات الهدر في البث التلفزيوني عن البرامج المفيدة والمؤثرة بالمشاهد فأصبحت المسلسلات المثيرة والتي تستقطب الدعاية والإعلان التجاري أهم من تسويق الفن الراقي والهادف بالمجتمع الذي يشاهد مسلسلات «العنف» الرمضانية في سهرات الشهر الفضيل منذ سنوات بعد ساعات اذان الإفطار، وللأسف الشديد أصبح فن «الاكشن» والسيناريوهات التي تحاكي «العنف» والمخدرات وجرائم الفساد والسرقة هي «ملعب» التسابق في الدراما التلفزيونية بمختلف محطات التلفزة في عالمنا العربي وبالأخص على شاشات المحطات التجارية غير الرسمية.
وللأسف بدأت التلفزيونات الرسمية أيضا تدخل سباق هذا العرض التلفزيوني «الهابط» والمشين الذي يعرض في هذا الشهر المبارك الفضيل!!
أين الرقابة الذاتية قبل الرقابة الرسمية!! من هنا نقول إن التنافس على الإنتاج التلفزيوني أصبح يحاكي المادة والكسب التجاري على أهداف الفن الرفيع فإلى متى تتنافس هذه المحطات وشركات الإنتاج بهذه التجارة دونما حسيب ورقيب وتقييم ذاتي لمراعاة الذوق العام!! وأين النقاد في الصحافة الفنية عن مثل هذا التشويه لفن الشاشة «الفضية»!! نحن نضع اللوم على بعض النقاد الصحافيين الذين فتحوا صفحات تنافسية وتسابق لمثل هذه العروض الفنية التي أساءت لمستوى الفن التلفزيوني الرفيع في الإنتاج بالسنوات الماضية وغاب عن ساحته كتاب السيناريو الراقي للإنتاج التلفزيوني الهادف الذي ظل في ذاكرة المشاهد وأصبح مادة تلفزيونية لكل زمن نظرا «للحبكة» الفنية الهادفة لهذا الإنتاج الذي تمكن من نفوس المشاهدين أيام زمان ولايزال يحظى بكسب المشاهدين الجدد الذين يتسابقون اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي في عرض مقاطع من هذه المسلسلات الهادفة والمؤثرة!! فمتى يتوقف إنتاج دراما «العنف» الرمضانية؟!