بصدور الأحكام في قضية «الدخول» لمجلس الأمة عام 2011 والتي تعرف بـ«الأربعاء الأسود» حسمت المحكمة والقضاء الكويتي في نهاية المطاف قضية أرقت المجتمع طوال 7 سنوات، وانتهت فصول هذه القضية بشكل حسم المواقف الا اننا اليوم أمام موقف سياسي آخر يعتبر من الفصول الأخيرة لهذه القضية حيث تأتي المطالبة بـ«العفو العام» عن المحكومين هي الرسالة الأخيرة لمن يقف ويتعاطف مع المحكومين في هذه القضية!
ونحن نعتقد وكما قلنا وطالبنا منذ وقت بعيد بأن يكون الحسم الأخير والنهائي هو «الاعتذار» قبل «العفو» ولكن تمسك البعض بالجدل السياسي ورفضهم من قريب او بعيد لمسألة «الاعتذار» لأن في نظرهم هم يمارسون حقوقهم وتصرفوا وفقا لمبادئهم وايمانهم السياسي بقضيتهم!!
اليوم ايضا نقول بأنهم أقسموا على احترام الدستور والقانون ولكن يوم «الأربعاء الأسود» تصرفوا وفعلوا ما يخالف هذا القسم وهذا الاحترام دستوريا وسياسيا هذا من وجهة نظرنا ونظر العقلاء والحكماء في هذه المسألة!! اما اليوم وقد حسم القضاء هذه القضية وبهذه الأحكام فنقول لهم بأن كلنا مع الكويت والاستقرار والتهدئة وحسم ما بعد الأحكام القضائية، باتجاه «العفو» عما سلف، ولكن ألا تستحق الكويت منهم «الاعتذار»؟!! نقولها لنستبق مساعي الوفد النيابي المقترح الذي سيقدم مشروع «العفو العام» للقيادة السياسية!!
وهنا نحن نخاطب العقل والحكمة من جديد ونطالب هذا الوفد النيابي بأن يحسم مسألة «الاعتذار» مع مشروع العفو العام حتى تهدأ النفوس وتسكن السرائر وننسى آثار «الأربعاء الأسود» فيكون «الاعتذار» هو الحسم الأخير لهذه القضية السياسية وآخر فصولها فتصبح قضية وطنية نلتف كلنا حولها من أجل الكويت وكرامتها وديموقراطيتها ودستورها المبارك!! نعم بهذه الخطوة نطالب الوفد النيابي المحترم الذي سيحمل معه فتح صفحة «الاعتذار» مقابل صفحة «العفو والصفح» في هذا المشروع الوطني!!
٭٭ الاعتذار من شيم الرجال!!
نعم هذه هي الكرامة التي تحفظ لنا المبادئ التي ورثناها فالاعتذار ليس عيبا وعبئا علينا عندما نخطئ في أي مسألة يجب ان نكون شجعانا ونقدم على تقديم الاعتذار ولا نكابر ونتغطرس!! وهذا موقف من يتمتع بالشجاعة والشيم العالية عند المواقف الملمات والمواجهات، لان الاعتذار من شيم الرجال، هذه حقيقة يجب ان نتمسك بها حتى نحقق مكاسبنا الوطنية في الضراء والسراء!! وحتى نطوي كلنا صفحة «الأربعاء الأسود» يجب علينا حسم ملف القضية بكل شجاعة بتقديم «مشروع الاعتذار» جنبا الى جنب مع ملف مشروع العفو العام!! فهل وصلت رسالتنا..؟!
وسنبقى مع الوفد النيابي خطوة بخطوة من أجل كرامة الكويت واستقرارها، فهل سيتحرك عقلاء وحكماء المجلس في هذا الاتجاه حتى تعفو الكويت عنا جميعا!!