قبل رمضان انتشر مقطع فيديو للشيخ فهد الكندري وهو يبكي متأثرا اثناء حواره مع إحدى الفتيات من الصم والبكم. ظل المشهد راسخا في وجداني، كما ترسخ القصص والروايات في العقل الباطن. لذلك حرصت على مشاهدة هذه الحلقة بالتحديد من برنامج «بالقرآن اهتديت» وبقية الحلقات.
تتلخص القصة حول فتاة أميركية الجنسية من الصم والبكم لا تستطيع الكلام ولا السمع. ولكنها اسلمت وأصبحت داعية للإسلام، بل وأسلم على يديها 9 أشخاص، والآن هي تدعو شخصين في كندا الى الإسلام، وتقول: بإذن الله سيدخلان الإسلام.
«ريبيكا» هو اسم تلك الفتاة التي تأثرت بالقرآن، وبه اهتدت، وبه تدعو، وهي لا تسمع ولا تتكلم، وهو الامر الذي يميز حكايتها لنحكيها لكل من حولنا، لنعرف ان هناك من استثمر القرآن الكريم دون أن يسمعه، ليكون هدفه نشره في الدنيا، رغم انه آمن به حديثا.
تقول الفتاة: أتمنى فقط أن أسمع، أو اتكلم بالقرآن، ولا أريد سوى ذلك، وعندما نرى حماسها، وحرصها على نشر تعاليم هذا الدين العظيم، نشعر بالخجل من أنفسنا، فماذا قدمنا لهذا الدين ونحن أصحاء؟ وهل بالفعل قدمنا ما نستحق أن نعيش من أجله؟ وهل اكتشفنا رسالتنا في الحياة؟ وهل عملنا على نشر وتحقيق هذه الرسالة؟ تساؤلات عديدة تحتاج إلى التأمل والتفكير.
لقد شاهدنا حقيقة انتشار هذا الدين، وتأثير القرآن الحقيقي في الغرب، فعندما نسمع قصة هذه الفتاة نشعر أولا بالخجل من انفسنا بسبب تقصيرنا في نشر هذا الدين العظيم، والدعوة إليه لمن هم حولنا من غير المسلمين. كما نشعر بحجم النعم التي بين أيدينا ونقدرها ونشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعم، ونشكره لأننا ولدنا مسلمين.
ما قدمه الشيخ فهد الكندري وطاقم البرنامج في هذا العمل «بالقرآن اهتديت» من خلال عرض قصة هذه الفتاة وغيرها من تجارب وقصص من مشارق الأرض ومغاربها هو عمل اقل ما يوصف به أنه مميز ومبدع.
وفي الختام اشير إلى ان البرنامج قد حاز اعلى نسبة مشاهدة في تلفزيون الكويت خلال شهر رمضان بعد مدفع الافطار. لذلك أتمنى من فريق عمل هذا البرنامج الممتع والناجح المبادرة بالتعاون مع لجنة التعريف بالإسلام وترجمة هذا العمل إلى العديد من اللغات والعمل على تسويقه عالميا، ليكون بوابة لهداية الناس إلى الإسلام، وتوثيق هذه القصص والتجارب وتحويلها إلى كتاب بلغات مختلفة، كما اتمنى لهم المزيد من التألق والنجاح والابداع والتقدم في مجال الإعلام الإيجابي الهادف.
[email protected]
al_derbass@