ما ان تسأل كثيرا من المقبلين على الزواج، عن طموحاتهم ورغباتهم، تجد أن اغلبهم لا يتعدى تفكيره «العرس» وشهر العسل، بل انه غير مدرك للمسؤوليات والواجبات التي تأتي بعد هذه الأيام الجميلة.
الحياة الزوجية حياة جميلة وممتعة، اذا كانت مبنية على أسس سليمة ونقاط واضحة متفق عليها مسبقا، في كيفية التعامل مع تحديات الحياة الزوجية، فكما يقولون ما خاب من استخار وما ندم من استشار، وأضيف عليها وما خسر من خطط.
فعندما تتضح الرؤية والاتجاه، يتضح الطريق المؤدي لهذه الرؤية والهدف الذي تسير نحوه وتسعى للوصول إليه، ولذلك لا نجد أي مؤسسة او شركة ناجحة، الا من خلال وجود خطة استراتيجية تسهل لها الوصول لأهدافها، والحياة الزوجية والأسرية هي اهم مؤسسة في المجتمع.
قمت بإجراء استفتاء سريع وبسيط عبر خاصية الاستبيانات في برنامج التواصل الاجتماعي تويتر حول خطة الحياة الزوجية عبر السؤال التالي: «هل لديكم خطة لحياتكم الزوجية» وقد شارك في هذا الاستفتاء 1418 شخصا.
كانت نتيجة هذا الاستفتاء كالتالي: 85 شخصا لديهم خطة زوجية مكتوبة وواضحة أي بنسبة 6%، في حين أن 368 شخصا لديهم أفكار عامة وخطوط عريضه لحياتهم، بنسبة 26%.
والمفاجأة والصدمة كانت في 964 شخصا يغطون نسبة 68% ليس لديهم أي أفكار عامة ولا خطوط عريضة، بل يعيشون هائمين على وجوههم، دون وجود خطة ولا أهداف ولا رؤية.
نحن ننادي بإصلاح الأمة، وصلاحها بصلاح المجتمع، ولا ينصلح المجتمع إلا بصلاح الأسرة، وصلاحها يكون من خلال السعي والاجتهاد لتحقيق رؤية وهدف الزواج الأساسي.
وجود الوعي بين الزوجين وخطة زوجية ناجحة في بداية الحياة الزوجية، يساعدان شريكي الحياة للتغلب وبشكل كبير على المشاكل التي تطرأ في بداية الحياة، كما يجعلهما قادرين على الاستعداد المبكر لتحديات الحياة وظروفها.
وبمساهمة متواضعة مني في سبيل تحقيق صلاح الأمة والمجتمع أصدرت كتابي «هندس حياتك الزوجية» ليساعد الزوجين للوصول الى السعادة الزوجية، ليكون عونا لهما في تحقيق أهدافهما وبناء مستقبل افضل لهما ولأبنائهما، وليكونا شريكين في نهضة هذه الأمة.
اسأل الله أن يحقق هذا الإصدار النجاح ويكون إضافة مفيدة في المجتمع وأتمنى التوفيق والسداد والاستقرار لكل زوجين على ظهر الأرض.
Al_Derbass@
[email protected]