قبل أيام وخلال إعلاننا عن تنظيم احدى الورش التدريبية كانت الطريقة الوحيدة للدفع هي الدفع الإلكتروني كما هي العادة.
ولكن فوجئ السكرتير المسؤول عن التسجيل أن عددا من المتدربين لا يرغب في استخدام الدفع إلكترونيا بل يريدون الحضور والدفع نقدا بسبب تعرض بعض البنوك لهجوم إلكتروني.
وهذا ما حدث ويعتبر مثالا على ما عاشته الكويت خلال الاسبوع الماضي من القلق والترقب اثر الهجمات الإلكترونية على بعض البنوك الكويتية وبعض مواقع البيع الإلكتروني.
كما تداول الكثير في وسائل التواصل الاجتماعي والواتساب احد المغردين مهددا للأنظمة الإلكترونية في البلاد.
قبل شهور حذرت من هذا الموقف في مقالتي بتاريخ 2016/09/20 بعنوان «احذروا الحرب على الكويت إلكترونيا!» والتي تطرقت فيها الى مؤتمر Defcon للاختراق في لاس فيغاس الأميركية وتطرقهم الى الكويت كمثال عن الاختراقات.
واجدد ندائي ومطالبتي بضرورة العمل على تقوية وتعزيز نظام الأمن المعلوماتي والإلكتروني والقيام بمسح شامل على أنظمة مؤسسات الدولة وسد جميع الثغرات حتى تكون الكويت بعيدة عن هذه الهجمات الحساسة والتي قد تسبب كوارث مالية وأمنية في البلاد.
نحن بحاجة الى التواجد الحكومي الإعلامي المباشر لتفنيد وتوضيح الكثير من الأقاويل حول الهجمات الإلكترونية وتوضيح طرق الوقاية الشخصية لمثل هذه الأعمال، وما هي الخطوات الصحيحة التي يجب القيام بها عند التعرض لاختراقات في الحسابات البنكية او غيرها.
لا شك اننا نفتقد الشفافية والرد السريع من مؤسسات الدولة الذي لو كان لساهم في القضاء على الاجتهادات الفردية والتي قد تكون خاطئة في كثير من الأحيان.
فأين الناطق الرسمي عن مجلس الوزراء ووزارة المواصلات والجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات من حالة الهلع التي اصابت الكويت بسبب التهديد والإرهاب الإلكتروني؟!
غير مقبول وليس معقول ان يختفي المسؤولون الحكوميون في وقت الأزمات ونحن في أكثر الأوقات حاجه لهم.
من جانب آخر، يجب الإشادة بعدد من البنوك التي أصدرت بيانات رسمية تطمينية لتوضيح الأوضاع والطرق والخطوات التي يجب على عملائها القيام بها بشكل سريع لحماية انفسهم ماليا.
الحروب الإلكترونية مستمرة ويجب ان نتعلم ونستثمر الدروس المستفادة ونحدد عناصر الضعف ونعمل على تصحيح الأمور.
اللهم احفظ بلادنا وبلاد المسلمين، وأدم علينا نعمة الأمن والأمان والاطمئنان.
Al_Derbass@
[email protected]