هناك مواقف وأحداث تترك بصمتها في الحياة وتشكل ذكرى خالدة في الوجدان فكل الأعياد الوطنية متشابهة في أحداثها إلا ما حدث في الأعياد الوطنية هذا العام.
ففي كل عام نحتفل بالعيد الوطني باللقاءات العائلية والمسيرات وذكريات الغزو العراقي والتحرير وبالتهنئة المتبادلة في وسائل التواصل الاجتماعي.
ولكن هذا العام تحديدا عشت اجمل عيد وطني في حياتي، أقولها بقلب صادق دون مبالغة.
فقد اكرموني لجنة الرحمة العالمية بدعوة خاصة منهم لأشاركهم في قافلتهم الـ 300 إلى إخواننا اللاجئين السوريين في الأردن من خلال قوافل استمرت على مدار 5 سنوات.
لن أتحدث عن الرحلة وما قامت به الرحمة العالمية من بصمات وإنجازات واضحة ومشرفة في العمل الخيري وخاصة للاجئين السوريين.
ولكن سأتطرق تحديدا الى حفل العيد الوطني والتحرير الذي أقامته الرحمة في مركز زها الثقافي بعمان وجمع اكثر من 400 يتيم سوري في احتفالية وطنية من الطراز الرفيع.
لم تسنح لي الفرصة لأجرب مثل هذا الاحتفال سابقا، ولم احتفل مع الأيتام من قبل، ولله الحمد عشت هذه اللحظات قبل أيام قليلة، ففي هذه الاحتفالية قضينا سويعات بين الأيتام اشتملت على غداء ومسابقات وتوزيع هدايا وأغان وطنية لامست القلوب، وتم تكريم أكثر من 12 سورية حافظة للقرآن الكريم كاملا في مراكز لجنة الرحمة العالمية.
أنا على يقين بأن كلماتي مهما طالت فلن تستطيع وصف تلك المشاعر التي عشتها خلال هذا الحفل الوطني.
ولكن هل هناك اجمل من هكذا احتفال، التواجد واللعب ورسم الابتسامة على شفاه الأيتام، وهل هناك اجمل من شكر الله على نعمة الاستقلال والتحرير.
استشعرنا فعلا بأن خط الدفاع الأول للكويت هو عملها الخيري وحب أهل الكويت للعطاء والمساهمة في مساعدة المحتاج في كافة أنحاء العالم، وبأن الله حافظ الكويت بسبب عطايا أهل الخير فيها.
أقولها حقيقة عندما كنا نزور عمارات الأيتام والمراكز الطبية ومخيمات اللاجئين، ونجد أسماء المحسنين الكويتيين عند مداخل هذه الأماكن، وانهم هم من ساهموا بإنشائها، نشعر بالفخر والاعتزاز بأن الكويت صغيرة الحجم ولكن كبيرة العطاء، فعلا بصمات أهل الكويت راسخة في كل مكان.
تشرفت بوجودي ضمن وفد مكون من 52 فردا من خيرة أهل الكويت من الرجال والنساء والشباب والفتيات، الذين نفخر بعطائهم وإنجازاتهم على صعيد العمل الخيري.
شكرا للرحمة العالمية لاحترافيتكم في العمل الخيري، وترسيخكم لمبدأ المشاركة الوطنية لتعزيز شفافية العمل الخيري الكويتي، وعلى رأسها الأمين العام الشيخ يحيى العقيلي ورئيس القطاع العربي الدكتور بدر بورحمة ومدير مكتب الأردن د.تركي الحميدي على دعوتي للمشاركة ضمن هذه القافلة الخيرية.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن يبارك في أهل الكويت لعطائهم ومساهمتهم للتفريج عن المحتاجين في جميع أنحاء العالم، وان يجعل الكويت بلد أمن وأمان واطمئنان، وأن يفرج كربة اخواننا المسلمين في كل مكان.
Al_Derbass@
[email protected]