أعتقد أن كل من جرب أو فكر في استخراج رخصة تجارية بالكويت كان يشكو الويل حتى يصدر ترخيصه التجاري، والكثير من الشباب كان يلغي فكرته قبل البدء بتطبيقها، والسبب هو المشاوير التي ليس لها أول ولا آخر حتى موعد استخراج الترخيص التجاري.
بل كان المحترفون في هذه الفترة هم «مناديب التجارة»، حيث تبدأ بورصة المندوب من 800 دينار، فما فوق على حسب نوع الترخيص، ويقوم هو بالإجراءات واللف والدوران بين الجهات حتى يحصل على الموافقات، ويستغرق لإنجاز هذه المعاملة حسب خبرته وعلاقاته ما يقارب الشهر، ليقوم بالاتصال عليك وإبلاغك بأن موعد توقيع عقد التأسيس وإصدار الرخصة خلال يومين فقط.
إلا أننا اليوم نفخر كشباب هذه الأيام بوجود وزير شاب يقود وزارتي الدولة لشؤون الشباب والتجارة والصناعة واستطاع خلال أيام قصيرة أن يحقق مجموعة من الإنجازات التي يحتاج إليها الشعب الكويتي، آخرها تأسيس الشركات «أونلاين».
إنه بلا شك خالد الروضان، شاب كويتي جاء الى الوزارة بروح شبابية جديدة، يحمل في رصيده العديد من الإنجازات السابقة قبل الوصول إلى الوزارة، من خلال قيادته لدورة الروضان الرمضانية، التي لاقت حضورا جماهيريا فاق حضور البطولات المحلية، بعد أن حولها من فعالية محلية محدودة النطاق الى حدث إقليمي عالمي رياضي.
ولا شك أن تحويل الخدمات إلكترونيا حلم كل مواطن كويتي، وقد جاء وزير التجارة الشاب لتحقيق جزء من هذا الحلم، فبدلا من 15 خطوة و10 زيارات لإنجاز معاملتك لتأسيس شركتك الخاصة، والتي كانت تستغرق 61 يوما، أصبحت اليوم تنجز نفس المعاملة من خلال 4 خطوات فقط وبزيارتين، إحداهما لتأسيس الشركة أما الثانية فلإصدار الرخصة وذلك خلال 8 أيام عمل فقط.
إنه إنجاز مهم وحيوي يسجل لوزارة التجارة التي تسهم في تشجيع الشباب للتوجه الى العمل الحر وتأسيس المشاريع الصغيرة والمتوسطة، دون الحاجة إلى مناديب لإنهاء مثل هذه المعاملات.
أتمنى من مؤسسات الدولة المختلفة، ومن حكومة الكويت، الإيمان بالشباب الكويتي، فهو قادر على الإنجاز والعطاء، إذا سنحت له الفرصة والثقة والدعم، كما أن الشواهد كثيرة على تميز الشباب الكويتي في مختلف الميادين والمجالات، فكما يقولون الشباب الكويتي أذكى من حكومته.
في الختام، يؤسفني أن أقول «هاردلك» لمناديب التجارة، ووداعا للروتين والبيروقراطية، ومرحباً بعصر الـ«أونلاين» وأهلا بزمان خالد الروضان.
Al_Derbass@
[email protected]