سويسرا من الدول التي لا تمتلك جيشا لحمايتها، ومع هذا لا يجرؤ على مهاجمتها أحد، لأنها تمتلك جيوش أغلب دول العالم، وذلك بسبب وضعها الاقتصادي المميز، كونها تستحوذ على أموال العالم التي تقوم بدورها بحماية مصالحها أينما كانت.
ومن هذا الباب نطرح سؤالنا: لماذا لا تكون الكويت كسويسرا وهي تحتل موقعا اقتصاديا نفطيا عالميا؟!
فالكويت دولة صغيرة بحجمها وسط إقليم ساخن وملتهب تموج به الأخطار الإقليمية.
المهندس أحمد العربيد، وهو الرئيس التنفيذي السابق لشركة نفط الكويت، طرح مبادرة تنموية رائعة أطلق عليها عنوان «الكويت عاصمة النفط بالعالم».
كلنا يعلم أن الاقتصاد الكويتي نهض في الستينيات عندما اهتمت الدولة بالنفط ومنتجاته، فازدهرت وتحسنت الأوضاع المعيشية.
النفط ثروة طبيعية ممتازة واستراتيجية جدا، وفي ظل التطورات العالمية، أصبح من الواجب علينا التفكير في كيفية استثمار هذا المورد الطبيعي بشكل صحيح.
فبدلا من أن نقوم بإنتاج النفط وتصديره كنفط خام، لماذا لا تكون لدينا صناعات نفطية حقيقية، فهناك الكثير من المواد التي بإمكاننا استخراجها من هذه الثروة الطبيعية وزيادة قيمتها السعرية.
كما أننا من خلال هذا الموقع تستطيع الكويت العمل على إنشاء أكبر مركز بحثي للصناعات النفطية في العالم، ونكون قد ساهمنا في تعزيز ميزانية الدولة وجلب رؤوس الأموال الخارجية التي ترغب في الاستثمار بالصناعات والأبحاث النفطية، واستطعنا أيضا تعزيز موقعنا الاستراتيجي، وتصبح فيها الكويت كسويسرا من حيث استحواذها على الاستثمارات في القطاع النفطي.
والأهم من ذلك كله، أن استقطابنا للاستثمارات الخارجية يعزز من الحماية الدفاعية والبعد الأمني لهذه الأرض الصغيرة التي ستحتوي على الاستثمارات العالمية.
وهو بالضبط ما أشار إليه صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد في كلمته التي افتتح بها دور الانعقاد الحالي لمجلس الأمة.
الكويت عاصمة النفط هو عنوان رائع لمبادرة رائعة، أتمنى من الحكومة والمجلس الاستماع لها والاستفادة منها، وتطوير الفكرة حتى تكون قابلة للتنفيذ وتكون الكويت قد عززت بها موقعها الاقتصادي والأمني على خريطة العالم.@Al_Derbass
[email protected]