قبل أسابيع وخلال مؤتمر إعمار العراق تحديدا، تصدر هاشتاق في وسائل التواصل الاجتماعي #قاطعوا_الجمعيات_الخيرية بين مشارك ومعارض، وذلك على اثر إعلانهم للمساهمة في جمع مبالغ مالية من التبرعات لإغاثة المنكوبين هناك.
لن أتطرق الى أن الإنسانية ليست لها جنسية او دين، وأن الإنسان هو الإنسان أينما حل وكان، ولكن سأتطرق الى عدة نقاط مهمة:
أولا: هناك فئة من أفراد المجتمع تحاول أن تتصيد في الماء العكر لتشوه الأعمال الإنسانية والخيرية التي تقوم بها الكويت وأهلها، لأن هذا الشيء الوحيد الذي ما زال متصدرا دون تراجع، كما انه مصدر فخر للكويت وشعبها بأياديهم الطيبة على مر السنين.
يحاولون ضرب وتحييد العمل الخيري بكل ما أوتوا من وسائل وأدوات، إلا انهم لم ولن يفلحوا، لأن الله سبحانه وتعالى حافظ لهذا العمل ومبارك فيه.
ثانيا: في أول إجازة رسمية للدولة جاء الرد الأول ضد كل من يضرب العمل الخيري حينما هب الشباب برحلات إغاثية الى مختلف المناطق بين أفريقيا وآسيا، فرق تطوعية شبابية اتجهت الى أفريقيا وسريلانكا والأردن وتركيا وإلى مختلف البلدان لإغاثة الفقراء والمساكين هناك خلال هذه العطلة القصيرة.
ثالثا: جاءت الصفعة الثانية في وجه هؤلاء القلة عندما تدافع الناس للتبرع والمساهمة إلى الجمعيات الخيرية نفسها وإغلاق قيمة المشاريع الإغاثية العاجلة خلال ساعات فقط من إعلانهم إغاثات عاجلة إلى الغوطة الشرقية اثر مجازر النظام السوري الجائر على هذا الشعب المنكوب.
رابعا: للتأكيد على ما وضحته الجمعيات الخيرية بأن المبالغ التي تم التصريح بها هي تعهدات بالإعلان وجمع تلك التبرعات من خلال مشاريع إغاثية خاصة يتم الإعلان عنها خلال السنوات الخمس المقبلة لمن أراد المساهمة دون المساس بالتبرعات السابقة واللاحقة التي تخصص للدول الأخرى.
وختاما: أقول لهؤلاء القلة ان العمل الخيري تاج راسكم، حيث أثنى على دورهم وجهودهم صاحب السمو أمير الإنسانية بل ومنحهم الثقة والدعم الكامل.
نسأل الله سبحانه وتعالى ان يحفظ هذا البلد من كل شر ومكروه وأن يديم على أهل الكويت حبهم للعمل الخيري والإنساني وأياديهم البيضاء التي سطرت صروحا وتاريخا مشرفا يشهد له القاصي والداني، وأن يقينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.
Al_Derbass@
[email protected]