لدينا مخزون هائل من الطاقة في بلادنا، ولا أعني في كلمة الطاقة الموارد من نفط وغاز بل اعني الطاقة الشبابية والقوى البشرية القادرة على العطاء والتطوير والتأثير.
الشباب هم الطاقة الحقيقية التي تقوم عليها الأوطان والرصيد الفعلي والأساس المتين لكل نهضة حقيقية وتطور وتقدم وازدهار.
كم مرة سمعنا خطابات رسمية عن الشباب ومبادراتهم واحتضانها وتبنيها في بلادنا.
ولكن ايضا كم مرة احبطنا بسبب تلاشي الطموح وتكسر الارادة على ارض الواقع.
بدعوة كريمة من مؤسسة التعليم فوق الجميع (روتا) في قطر شاركت في تقديم ورقة عمل بعنوان «هندس مبادرتك» ضمن المؤتمر السنوي للتمكين الشبابي.
تطرقت ورقة العمل الى أهمية تأسيس مبادرات تطوعية في المجتمع، والخطوات الأساسية لتنفيذ مبادرات مجتمعية احترافية تلامس حاجة المجتمع، وذلك تماشيا مع اهداف التنمية المستدامة 2030 والتي أطلقتها هيئة الأمم المتحدة عام 2016.
جاءت ورقتي عن تأسيس المبادرات لأننا بحاجة لأن نستفيد من توجيه الطاقة الكامنة والحقيقية الموجودة لدى الشباب واستثمارها بما يعود عليهم وعلى المجتمع بالخير والرفعة.
لا اخفيكم أني اعجبت ايما اعجاب بالتجمع الكبير من الشباب من مختلف دول العالم.
حيث وصل عدد المشاركين الى اكثر من 450 شابا من دول الخليج وآسيا وافريقيا وأوروبا وأميركا، والجميل في ذلك هو حرصهم وتفاعلهم وطموحهم للمساهمة في تطوير مجتمعاتهم.
والأجمل من ذلك هو ان المؤتمر شبابي ويهدف الى تمكين الشباب وأقيم بقيادة شبابية من المشرفين والمنظمين وبكل احترافية وتميز.
ابهرني أيما ابهار المركز الطلابي للمدينة التعليمية والتجهيزات المصاحبة للمبنى والخدمات المقدم في المركز الذي اقيم فيه المؤتمر حيث يضاهي بمستواه فنادق الخمس نجوم.
خلال اسبوعين فقط شاركت في مؤتمرين مختلفين في قطر، والمتابع لما يحدث هناك، يدرك مدى الاهتمام الحقيقي والكبير في تنمية رأس المال البشري وتطويره خلال السنوات الأخيرة.
اهتمام الحكومة القطرية في الاستثمار الشبابي كبير جدا، وذلك باستقطاب الجامعات العالمية وكذلك المحاضرون والمؤثرون من مختلف دول العالم لتطوير مهارات وعقول الشباب القطري وتمكينه من القيادة.
الملاحظ فعلا ان الاهتمام الشبابي في دولة قطر له جانب ملموس ومحسوس من خلال الاثر الذي نراه على ارض الواقع واتاحة المجال الفعلي للشباب بالقيادة والادارة والمشاركة الحقيقية في نهضة المجتمع القطري.
كل الشكر لمؤسسة روتا على دعوتهم لي للمشاركة وتمثيل الكويت في هذا المؤتمر وأسأل الله الرفعة والنهضة للدول الخليجية وللشعوب الاسلامية جمعاء.
وأتمنى من كل قلبي ان تتحول شعارات الاهتمام بالشباب والمبادرات الناشئة لدينا في الكويت وبقية الدول الى افعال حقيقية، لا ان تظل مجرد بهرجة اعلامية تمارس هوايتها بدغدغة المشاعر وهي في واقعها لا تسمن ولا تغني من جوع.
وأسأل الله أن يعيننا لخدمة الإنسان والارتقاء بفكره وقناعاته.
Al_Derbass@
[email protected]