قبل 18 عاما تحديدا، التقيت به، وبدأ معي رحلة علاج استمرت لمدة عام، فلم أجد منه إلا الابتسامة التي دائما كانت ترتسم على محيّاه والتواضع وحسن الخلق.
البروفيسور د.كمال الشومر سكن قبل أيام في مثواه الأخير وأسأل الله له الرحمة والمغفرة.
في رحيله تكون الكويت قد فقدت أحد خيرة رجالها على المستوى الطبي، فهو ممن أعطى وبذل في خدمة الوطن والمواطنين في مجال الطب.
علما بأن المرحوم «بوهبة» حاز جائزة الطبيب الإكلينيكي المتميز في أمراض الغدد الصماء من منظمة الغدد الأميركية عام 2017.
إننا نتعلم الدروس والعبر من رحيل هؤلاء الأخيار ممن كانت لهم بصمات واضحة في مجتمعاتهم وأوطانهم، بأن هذه الحياة دار فناء، وعلى الإنسان أن يسعى ويجتهد ويعمل ليكون إلى الله أقرب.
التفاعل الذي شاهدناه في وسائل التواصل الاجتماعي برحيل أمثال البروفيسور كمال الشومر وذكر مناقبه وأخلاقه من تلاميذه وزملائه وكل من تعامل معه، إنما هو درس لنا جميعا.
تواضع المغفور له في تعامله مع الجميع رفع من شأنه وقدره ومكانته وجعل الجميع يحزن على رحيله ويدعو له بالمغفرة والرحمة.
إننا راحلون ولن يتبقى إلا الذكر الطيب والسيرة الحسنة والأخلاق الكريمة التي نتعامل بها مع غيرنا.
وهذا ما لمسناه من ردة فعل طبيعية وتلقائية وعفوية وصادقة بعد انتشار خبر وفاته بسبب تدهور مفاجئ في حالته الصحية مؤخرا.
هؤلاء هم من يستحق أن تخلّد ذكراهم، بمثل هؤلاء تفتخر الكويت وترتقي وتنهض، وأتمنى من كلية الطب في جامعة الكويت تسمية أحد مرافق الكلية باسم البروفيسور كمال الشومر، كإحدى القاعات أو المختبرات أو غيرها، تخليدا لذكراه الطيب.
رحم الله كمال الشومر رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وجعل قبره روضة من رياض الجنة، وجمعنا وإياه في الفردوس الأعلى بإذن الله.
Al_Derbass@
[email protected]