كان الله في عوني وعونكم أعزائي القراء وفي عون وطني!
عندما تابعت الجلسة الماراثونية التي تضمنت 3 استجوابات وامتدت إلى ما يقارب 24 ساعة، تذكرت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «أبدعوى الجاهلية، وأنا بين أظهركم، دعوها فإنها منتنة».
إنها رائحة التعصب بشتى أشكاله العفنة، سواء التعصب القبلي او الطائفي أو العنصري أو الطبقي.
عندما «صلع» بعض النواب في تصريحاتهم التي كان واضحا منها دغدغة مشاعر قواعدهم الانتخابية بعيدا عن الالتزام بقسمهم النيابي.
جلسة كانت لفرز النواب ومواقفهم، فقد خرج لنا بعض النواب مشمرين عن سواعدهم للدفاع أو الهجوم وبكل شراسة عن وزرائهم ونوابهم.
جلسة شهدت الكثير من التناقضات النيابية في المواقف، فالمعارض اصبح حكوميا، والحكومي «البصام» اصبح بين ليلة وضحاها معارضا.
لوهلة تظن أنها الديموقراطية المطلوبة، ولكن عند الاستماع لجرأتهم بالتصريح، تعرف أنها المصالح يا سادة.
بغض النظر على أن هناك استجوابات مستحقة، إلا أن تلك الاستجوابات كانت لفرز النواب وتبيان حقيقتهم.
النائب في الاستجواب كالقاضي في المحكمة، الإعلان عن القرار وحسب العرف يكون بعد الاستماع إلى مرافعة المستجوب وإلى دفاع الوزير، إلا أن هناك من أعلن عن مواقفه من الاستجوابات حسب أهوائه وقبل حتى الاستماع إلى ردود الوزير.
نواب أعلنوا معارضتهم الشرسة للاستجواب، لأن الوزير «ابن القبيلة»، ونواب أعلنوا محاربتهم للوزيرة لأن المستجوب «ابن الطائفة»، أما مصلحة الكويت فقد شعرنا أنها كانت آخر همهم.
جلسة سقوط الأقنعة الوهمية، فضحت وكشفت مواقف بعض النواب، فالتصريحات الوطنية بجانب، والمواقف الحقيقية ذات المصالح القبلية والطائفية والعنصرية في الجهة الأخرى.
يقول أرسطو: «العقل الضيق يقود دائما إلى التعصب»، فأدعو الله أن يمنح نوابنا الأعزاء سعة العقل والأفق وأن يبتعدوا عن التعصب الذي نهانا عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
في الختام أدعو المواطنين لمتابعة جلسة التصويت على الاستجوابات يوم الخميس، وتقييم نوابهم ومعرفة حقيقتهم ومواقفهم، ولا أقول إلا كما بدأت.. كان الله في عونك يا وطني.
Al_Derbass@
[email protected]