فجعت الكويت مساء الأربعاء الماضي بوفاة فقيدها الغالي والدنا د.مبارك راشد الهاجري، والذي انتقل إلى جوار ربه بعد أدائه لصلاة التراويح مع الجماعة في المسجد.
عمل د.مبارك الهاجري طبيبا في أوائل الثمانينيات، واجتهد في عمله ويشهد على عطائه زملاؤه والمرضى في مستشفى العدان آنذاك، حيث كان يزور الجميع ليهون عليهم بكلامه الطيب.
أصيب الراحل بمرض خطير ونادر، توقع معه الأطباء أنه لن يكمل حياته، فاتخذ قراره الشجاع بإجراء عملية جراحية خطيرة متوكلا على الله، رغم أن نسبة نجاحها كانت ضئيلة. أجرى العملية، واجتاز مرحلة الخطر، ولكنه ظل مريضا، وأكمل باقي حياته صابرا محتسبا.
إن كان هناك مثال معاصر للصبر على المرض فهو د.مبارك الهاجري، الذي واجه السقم مبتسما للحياة رغم الألم، وكعادته دائم التواصل مع أصدقائه وأحبابه.
مكالمة هاتفية له مع ابنه (الاتصال الأخير)، كان يوصيه على أحد أصدقائه، وهي صورة من صور الأخوة والحب في الله.
حضر المقبرة والعزاء حشد مهيب من الناس، فكانوا يتسابقون لتقديم العزاء لأسرته وأبنائه، مع العلم بأنه لم يكن نائبا أو وزيرا أو متنفذا، بل كان بسيطا متواضعا، اشترى حب الناس بأخلاقه وتواصله.
الفقيد لم يفطر في بيته منذ 3 سنوات، وكان يتناول إفطاره في المسجد، وكان يختم القرآن كل 3 أيام رحمه الله.
خالتي أم عبدالله (أرملة الفقيد) الصابرة المحتسبة، والتي أبرت بزوجها وعاشت معه سنوات حياته على الحلوة والمرة ورغم مرضه الشديد، إلا أنها كانت رمزا في الوفاء والتضحية.
ورسالتي لأبنائه، أن رحيل فقيد الكويت أوجعنا جميعا، لكننا نعلم أن هذا قضاء الله وقدره، ومن خلف أمثالكم فلم يرحل بل يعيش بأبنائه، الذين أبروه، وسهروا على راحته، وعملوا على خدمته طيلة حياته، وسيكملون عمله بالدعاء له اتباعا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم «اذا مات ابن ادم انقطع عمله إلا من ثلاث» ومنها «وولد صالح يدعو له»، فنعم التربية أبوعبدالله، ونعم الوفاء والبر من أبنائه، فقد رحل وهو راض عنكم.
نم قرير العين يا بوعبدالله، فهنيئا لك محبة الناس ودعواتهم الطيبة، رحمك الله وغفر لك وجمعنا وإياك في الفردوس الأعلى بإذن الله.
Al_Derbass@
[email protected]