يروى أنه في عهد عمر بن عبدالعزيز، كان يأمر بصرف أموال بيت المال كلها على الفقراء، فيقال له ليس في البلاد فقير، ويبقى مال في بيت المال، فيأمر بأن يسددوا للناس ديونهم، ويبقى مال كذلك، فيقول زوجوا الشباب وجهزوا الجيوش، ويبقى مال كذلك، حتى انهم كانوا يطوفون بالأموال ليعطوها الفقراء فلا يجدوا محتاجا بينهم.
هذا هو نهج عمر بن عبدالعزيز، في تعامله مع أموال بيت المال، والأقربون أولى بالمعروف.
وعلى نفس هذا النهج شهدنا هذا العام إضافة إعلامية مميزة على الإذاعة الكويتية من إذاعة نبض الكويت 88.8 FM، ومساهمتها في دعم الحملات الخيرية (داخل الكويت) وتخصيصها برنامجا اسبوعيا وفتح باب التبرعات على الهواء مباشرة بالتعاون مع الجمعيات الخيرية ووزارة الشؤون، وذلك في برنامج «نعين ونعاون» والذي ساهم في دعم حملات خيرية انسانية للأسر المتعففة وكفالة الطلبة الأيتام وعلاج مرضى السرطان، ومساعدة الغارمين والغارمات في السجون، والتي بحمد الله حققت أهدافها ونتائجها خلال هذا الشهر الفضيل.
وها نحن نقترب من توديع أغلى الشهور شهر رمضان الذي يأتي بكل ما فيه من خير وعطاء، والذي نفرح به ونفخر بأن أهل الخير يضربون أجمل صور السخاء والجود.
لا يتم الإعلان عن حملة خيرية، إلا ويلحقها إعلان اكتمال المبلغ، ليؤكد الشعب الكويتي للعالم أن الكويت هي فعلا منبر العمل الخيري والإنساني.
والجميل ما شهدناه من تنافس الجمعيات الخيرية كافة على المشاريع الخيرية بشتى أنواعها داخل وخارج الكويت، والأجمل من ذلك هو تفاعل ورد أهل الكويت لتلك الجمعيات بـ «أبشروا بالخير».
واستكمالا لهذا الدور الفعال أتمنى من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وبالتعاون مع الجمعيات الخيرية الذين نشيد بدورهم المجتمعي والخيري، للخروج بقرار لتحديد نسبة 30% من التبرعات الموجهة خارج الكويت، ليتم صرفها على المحتاجين والمشاريع الخيرية داخل الكويت، والتركيز على المشاريع التنموية تحديدا حتى نصل بهم إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي.
٭ وختاما ولابد من الإشادة بدور وزارة الشؤون ـ قطاع الجمعيات الخيرية على تفاعلهم السريع والمرن ودعمهم للعمل الخيري الكويتي وحرصهم على الدفاع عن هذا العمل دون تمييز او تفرقة.
وكل عام وانتم بخير وتقبل الله طاعتكم.
[email protected]
Al_Derbass@