توقفت ساعة الزمن، وبدأت مرحلة جديدة وعهد جديد بعد ما حدث في الصين، فهي لم تكن زيارة اقتصادية فقط بل سياسية استراتيجية بالدرجة الأولى. فالقوة لا تقاس في هذا الزمان بالقوات العسكرية فقط، بل هناك أسلحة جديدة كالاقتصاد، وهو ما أثبته صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في زيارته الأخيرة للصين.
نتائج زيارة أمير البلاد إلى الصين أكثر من إيجابية على كل الأصعدة والمجالات والتي تضمنت أجندة مليئة بالأفكار والمشاريع الحالمة.
جاءت كلمة صاحب السمو صريحة، فقد استهلها بالتأكيد على القضايا العربية والإقليمية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، إذ بدأ كلمته بـ «القضية الفلسطينية في زمن التخاذل العربي»، تأكيدا على تمسك الكويت بهذه القضية وعدم التفريط فيها، والعمل على حل هذه القضية وتحقيق السلام من خلال إدخال حليف سياسي اقتصادي جديد لتحقيق التوازن في المنطقة.
زيارة صاحب السمو تاريخية، يدعم فيها العلاقات الاستراتيجية بين البلدين ويرسخها للمستقبل، وهو ما أثمر عن توقيع الاتفاقيات السبع، وأهم هذه الاتفاقيات الاتفاقية الدفاعية، واتفاقية التأمين على الصادرات النفطية وكذلك اتفاقية للتجارة الإلكترونية، واتفاقية أخرى حول الاستثمار المباشر بين البلدين واتفاقية طريق الحرير الحيوي.
هذه الاتفاقيات جاءت من حكيم الخليج صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد وقدمها على طبق من ذهب للحكومة الكويتية لتنفيذها والعمل بها، واختصر فيها خطوات كبيرة لتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري عالمي، لذا نتمنى من الحكومة عدم عرقلة أو تأخير تنفيذ هذه الاتفاقية وتسخير جميع الإمكانات لتحقيقها، ودعم الانفتاح التجاري الاستثماري الحقيقي مع الصين.
وفي الختام، أتمنى فعلا أن تقوم الحكومة الكويتية بالاستعانة بالشباب واستثمار طموحاتهم وطاقاتهم في التطوير وإشراكهم في دفع عجلة التنمية، حيث إن مثل هذه المشاريع الضخمة هي استثمار في العقل البشري للمستقبل من خلال نقل للخبرات العالمية لهم.
[email protected]
Al_Derbass@