يكشف الزمن والأحداث نواحي الفراغ العقلي والتخلف الفكري لدى العديد ممن يظن أنهم من أصحاب الرأي الرشيد والفكر السديد.
قرأت تغريدة قبل يومين لأحد السذج، يقارن فيها بين شراء الأضاحي وشراء العبيد قبل الإسلام، ويدعونا إلى عتق رقاب الخراف كما كان المسلمون يعتقون رقاب العبيد بعد الإسلام، ما هذا الخرف والسذاجة التي وصل إليها بعض المتعجرفين؟!
وغالبا أيها السادة مع اقتراب عيد الأضحى المبارك في كل عام يخرج علينا مجموعة من «مرهفي الحس» من دعاة حقوق «الحيوان» ليستنكروا ذبح الأضاحي، وهم أنفسهم لا يستنكرون ذبح وقتل واضطهاد المسلمين في أنحاء الأرض.
هؤلاء المرهفون السذج يشككون في هذه العبادة العظيمة، كتشكيكهم في الحجاب والصلاة والزكاة وغيرها من الواجبات في الدين الإسلامي.
اعذروني لن أتطرق إلى قصة الفداء والذبح والحكمة الربانية منها فسيجدونها إن أرادوها تملأ صفحات الإنترنت، ولكنني سأناقشهم بنفس منطقهم الأعوج.
عزيزي يا من تتقزز من شعيرة الأضحية تعال ابيك بسالفة!
ان كانت تملأ قلوبكم الرأفة والرحمة لذبح الأضاحي، لأنها من الكائنات الحية، فلماذا تأكلونها؟ وكذلك الأمر ذاته لغيرها كالدجاج والأسماك؟ فهي أيضا من الكائنات الحية! ولا عواطفكم عالخرفان بس!
طيب.. تجدهم يسارعون لقطف الورود والأزهار لتقديمها لحبيب القلب فيما يسمى بعيد الحب الذي يؤمنون به، وتناسوا أنها كذلك من الكائنات الحية! ولا النباتات ما لها رب؟!
بل ويجلسون على الكراسي المصنوعة من الخشب فهي أيضا من الشجر والذي هو من الكائنات الحية. ولا الأشجار ظهرت مصادفة؟!
وإذا ذهبت إلى أبعد من ذلك فلن تعيش حياتك يا عزيزي مرهف الإحساس، فأغلب ما يدور حولك هو من الكائنات الحية التي يرأف قلبك بها. وأقولها لك من الآخر روح موت احسن!
يقول الله عز وجل في محكم كتابه (وسخر لكم ما في السماوات والأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون).
اتبع أوامر الله وأطع وابحث عن الحكمة في ذلك ولا تشكك بأوامره ونواهيه، ودع عنك تلك الخرافات والأفكار المنحرفة، واستمتع بأكل أضاحي العيد (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين).
وكل عام وانتم بخير وعيدكم مبارك.
[email protected]
Al_Derbass@