Note: English translation is not 100% accurate
أين الحقيقة؟
السبت
2006/11/25
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : وفاء العماني
وفاء العماني
هل هناك شك بعد اغتيال أحد رموز الشرعية في لبنان في أن هناك من يسعى الى تصفية الحسابات على أراضي الآخرين. ان نقل المشاكل الى الآخرين وحلها على أراضيهم ـ بضرب استقرارهم وقتل رموزهم ـ يكشفان لنا تداعيات ارتباط بعض الدول بمواثيق وعقود وأنظمة أصبحت بالية، ولا بد من تغيير نمط إدارتها للأمور ومحاولة التخلص من سيطرتها ووصايتها لإعادة السيطرة على إرادتها الذاتية للأمور، بعيدا عن أساليب القتل والعنف وفرض الرأي بالقوة.
ان العالم اليوم يحتاج الى إدارات واعية رشيدة قادرة على موازنة الأمور ورسم ملامح مستقبل قائم على البناء والتفكير المنطقي والتنمية الشاملة للانسان لا التعبئة والتنمية العسكرية فقط. بات العالم اليوم أشبه بقرية صغيرة تتأثر كل أرجائها بأي أحداث تقع في أي مكان منها لأنها تعيق عجلة التنمية للجميع.
أين الولاء للأرض (الذي نادى به البعض) في قتل الأبرياء: رفيق الحريري الذي رسم ملامح التنمية الاقتصادية الشاملة للبنان ولكل الطوائف دون تمييز، وكذلك بيار أمين الجميل الذي كان يحاول المضي قدما على نهج الراحل رفيق الحريري دون تمييز بين الطوائف؟ فهل صار قتل النوابغ والمتميزين الذين يضحون براحتهم وراحة أسرهم في سبيل حمل شعلة الاستقرار والنماء عرفا سائدا؟ نحن نفخر بالرواد الذين يحملون على عواتقهم رسم ملامح النماء لأبنائنا وبلادنا ومستقبلنا، وأجيالنا، هؤلاء هم الثروة الحقيقية التي أنفقت عليهم دولهم طوال حياتهم من تعليم وصحة وسكن، وتدريب عملي..الخ، أفبعد هذه الثروات التي أنفقت من أجل تأهيل هذه الكوادر للقيادة يلفها الثرى ويطويها بهذه السهولة؟ ان قدرة الشرعية في حكومة لبنان وإرادة الشعب اللبناني لن يثنيها ويسكتها اغتيال بيار الجميل وكوكبة الشهداء الأبرار، فالحكومة ومجلس النواب ماضيان الى تحقيق الصالح العام وتكريس الشرعية الرسمية والشعبية، فالشمس لن يغطيها المنخل. لا للقتل ولغة العنف وفرض الرأي بقوة السلاح، فمن صنع هذا السلاح هو الإنسان، ويجب ألا يكون هذا السلاح موجها لتدمير الإنسان عبثا وجزافا. فالقانون يجب ان يكون فوق أي اعتبار، فنعم لقرارات مجلس الأمن، ونعم لقوات حفظ السلام الدولية، ونعم لحكم محكمة العدل الدولية.
فأين الحقيقة؟ كلنا نحن العرب نريد ان نعرف الحقيقة، فهي أحد أبسط حقوقنا، فقتل أفرادنا المتميزين يحزننا فولاؤنا لدمائنا العربية يفرض علينا الحزن على وفاتهم لأنهم ساهموا في رسم نهج التنمية العربية الشاملة.
كلمة أخيرة: لنسمُ فوق التفرد والتشرذم والحسد والغيرة من نجاحات الآخرين، ولنرسم جميعا لحن الصفاء والود والحب والتقدم.
فرحمة الله على شهداء لبنان الشقيق، وأعزي حكومة فؤاد السنيورة على مصابهم الجلل الذي هزنا بالصميم، وأعانهم الله على حمل المسؤولية والأمانة الثقيلة والتي أبت السموات والأرض ان تحملها.. وحملها الإنسان.
اقرأ أيضاً