الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
نسأل الله تعالى أن يأجر ذوي المرحوم عبدالله الخرافي رحمة الله عليه، وأن يخلف على والديه خيرا، فقد قال عز جل: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون.. البقرة:157، 156، 155)، ففضل الصبر عند الصدمة الأولى عظيم، فهناك الجزاء العاجل من الله للصبر والرضا بقضائه، فضلا عن الأجر الآجل، الذي يتلخص في الفوز بالجنة، وما أدراك ما الجنة. قال تعالى في الحديث القدسي: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة. رواه البخاري.
فهنيئا للسيد الفاضل د.عبدالمحسن عبدالله الخرافي، صبره على الابتلاء السريع والمفاجئ عند مرض ولده وعند تلقي نبأ وفاته، فعن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم. فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده. فيقولون: نعم. فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع. فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد». رواه الترمذي، وحسنه أحمد والألباني.
فلقد عرف د.عبدالمحسن الخرافي بحبه للخير ونصرته للضعفاء وحنوه على كل العاملين معه دون تمييز، كما عرف بدماثة خلقه وتواضعه الشديد وحرصه على إعطاء كل ذي صاحب حق حقه، كما عرف بطيبته وكرمه.
وهو دائما إذا ما علم بخبر مرض أحد عاده، وإذا عرف بوفاة شخص سابق أهله إلى دفنه، وذكر الناس بالخير قولا وكتابة، وذلك بشهادة الجميع، وقد حزن الكل على مصابه الجلل، وكأنه فلذة كبد كل عامل في الأمانة العامة للأوقاف، ولقد كانوا يتابعون حالة ابنه منذ سماع نبأ مرضه ويبتهلون إلى الله العلي القدير أن يشفيه إلى أن تلقى الجميع نبأ وفاته في جو من الحزن والألم، ولكن لله أمانات يسترجعها وقتما يشاء، فالله أعطى والله أخذ فهنيئا لوالده ووالدته في صبرهما على هذا الاختبار الصعب، فالدنيا دار ابتلاء وبيان لثمرات وفوائد الصبر عليها، ونتذكر قول المولى عز وجل (كل من عليها فان ولا يبقى إلا وجه ربك ذو الجلال والإكرام).
فعظم الله أجر الأسرة الكريمة على مصابها وصبرها وأثاب فقيدها خير الثواب وأحسن عزاءهم بإذن الله.