فرض الله عز وجل - على عباده المؤمنين الموحدين، عبادة فضيلة وجليلة، عبادة تمس الجانب الروحي، لتحقق الهدف المرجو منها، وهو تطهير الروح والسمو بها إلى الفضيلة، والصيام ينمي القوة النفسية وقوة الاحتمال والصبر، ويعلم الشخص اتخاذ القرار، ويعلم كذلك حسن التركيز والتفكير ومقاومة النزوات، والغاية من الصيام، علاوة على التعبد والأجر والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى من أجل تقوية الأمة وتطهيرها وتنقيتها من الشوائب الاجتماعية التي تقوض صرح الأمة.
وعلى الرغم من كل هذه الفوائد الروحية لفريضة الصوم التي أمر الله بها عباده، فقال: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)، وجعل كذلك الصوم خيرا للمسلمين، فقال في كتابه الكريم (وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون.. البقرة 184)، ومن هنا تتضح جليا قيمة الصوم في الإسلام وأهميته كعبادة روحانية وجسدية.
ومن هذا المنطلق، فقد عكفت كثير من الدراسات الطبية الحديثة على بيان فوائد الصوم الجسدية والطبية، فالطب الحديث لم يعد يعتبر الصيام مجرد عملية إرادية يجوز للإنسان ممارستها أو الامتناع عنها، فإنه وبعد الدراسات العلمية والأبحاث الدقيقة على جسم الإنسان ووظائفه الفسيولوجية ثبت أن الصيام ظاهرة طبيعية يجب للجسم أن يمارسها حتى يتمكن من أداء وظائفه الحيوية بكفاءة، وأنه ضروري جدا لصحة الإنسان تماما كالأكل والتنفس والحركة والنوم، فكما يعاني الإنسان بل يمرض إذا حرم من النوم أو الطعام لفترات طويلة، فإنه كذلك لا بد أن يصاب بسوء في جسمه لو امتنع عن الصيام.. فسبحان الله.
والسبب في أهمية الصيام للجسم هو أنه يساعده على القيام بعملية الهضم التي يتخلص فيها من الخلايا القديمة، وكذلك الخلايا الزائدة عن حاجته، ونظام الصيام المتبع في الإسلام - والذي يشتمل على الأقل على أربع عشرة ساعة من الجوع والعطش ثم بضع ساعات إفطار - هو النظام المثالي لتنشيط عمليتي الهضم والبناء، وهذا عكس ما كان يتصوره الناس من أن الصيام يؤدي إلى الهزال والضعف، بشرط أن يكون الصيام بمعدل معقول كما هو في الإسلام، حيث يصوم المسلمون شهرا كاملا في السنة.
وللصوم فوائد عظيمة وكبيرة للجسم نعدد بعضها في هذا المقال، فمنها أنه يقي من الأورام، كما أنه يحمي من مرض السكري، كما أنه وبلا مبالغة أقدر طبيب تخسيس وأرخصهم على الإطلاق، ويفيد كذلك في علاج الأمراض الجلدية، كما أنه يخفف من آلام المفاصل.
وأكد الكثيرون من أساتذة الأبحاث العلمية والطبية - وأغلبهم غير مسلمين - أن الصوم يقي من جلطات القلب والمخ، لأنه ينقص من الدهون في الجسم فإنه بالتالي يؤدي إلى نقص مادة «الكوليسترول» فيه، فما أعظمك ربي سبحانك وتعالى عما يشركون.
dr_walhashash@
Dr.wafaa_alhashash