القرآن كلام الله المنزل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، هو المعجزة الخالدة التي جاء بها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم تدليلا على صدق نبوته بعد أن نزل به أمين الوحي جبريل بأمر من الله جل وعلا، وقد جاء القرآن الكريم آخر الكتب السماوية المنزلة كاملا غير منقوص ليتم الله به دينه ويصدق وعده، ولذلك فقد تكفل الله بحفظه، فقال عز من قائل: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) (الحجر: 9).
وقد أكدت دراسات كثيرة وعديدة في الآونة الأخيرة أن حفظ القرآن الكريم يقلل فرص إصابة المسنين بمرض الزهايمر، مشيرين إلى أنه يساعد على تنشيط خلايا المخ ووقايتها من العوامل التي تضر بجودة عملها، لأن خلايا المخ كلما كانت في حالة استنفار وعمل كانت أنشط، وأكثر قدرة على الاستمرارية، ودوام صحة الذاكرة.
والذاكرة هي وظيفة عامة للجهاز العصبي وأن الذاكرة تكمن في ثنايا الجسم وأن الذكريات تترك أثرا في المخ، كما تترك الذبذبات الصوتية على أسطوانات التسجيل، وكأن المخ وعاء يستقبل ويختزن مختلف الذكريات، ومن هنا يتضح بجلاء ما لحفظ القرآن الكريم من أهمية في حفظ الذاكرة وتقويتها، ومنع أمراض تتعلق بها كالزهايمر.
فمن الحقائق العلمية أن الإصابة بالزهايمر غير معروفة الأسباب إلا أن هناك عوامل تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض ومنها التقدم بالسن فقد تتضاعف احتمالية الإصابة بالمرض عند المتقدمين بالسن، كذلك الأسباب الوراثية.
فمن المتفق عليه حتى الآن أن الزهايمر ينشأ من تفاعل معقد بين العوامل الجينية وغير الجينية، ومن الأسباب التي تساهم في ظهور المرض أيضا أمراض الأوعية الدموية، خصوصا التي تؤثر على الأوعية الدموية في المخ، وكذلك إصابات الرأس.
فبركة القرآن العظيم لا يعلم ماهيتها وكنهها وطريقتها إلا الله، وبذلك مع التنشيط المستمر للخلايا تبقى كمية الدم التي تصلها واحدة فلا تقل ونحن نعلم أن العضو غير المستخدم يضمر، وهنا لا نحتاج ممارسة الألعاب الذهنية لأننا تلقائيا نجدد الذاكرة، وبالطبع لا ننسى أن بركة القرآن التي لا يعلم أحد ماهيتها إلا الله تكون حافظا للإنسان من كل نسيان وضعف.