وليد الأحمد
تحت عنوان «حقا انه زمن الكلاب» سطرت «عابرة» رسالتها الغاضبة حيال الأوضاع المقلوبة لزمن أصبح فيه «الكلب» يجد التكريم والتقدير من الإنسان الذي اصبح ذليلا ومهانا، حتى جاء اليوم الذي اصبحت تجرى فيه مسابقات لأجمل الكلاب، وتقول عابرة:
حين يأتي عليك يوم لا تجد فيه ما تسد به رمقك وأنت الموظف المحترم..
حين تعجز عن تسجيل ابنك في روضة لارتفاع الرسوم..
حين تعجز عن السفر الى بلدك وتحرم لسنين من رؤية امك واخوتك لأنك لا تستطيع تحمل ثمن التذاكر..
حين لا تستطيع دفع ايجار «العلبة» العفنة التي تسكنها..
حين لا تستطيع التحدث مع أحبتك في مكالمة دولية أكثر من دقيقتين..
حين لا تستطيع تحقيق طموحك واكمال دراستك..
حين لا تستطيع السفر لعائلة زوجك حتى تتعرف اليهم..
حين لا تستطيع الحصول على وظيفة محترمة تحفظ كرامتك وانسانيتك..
حين وحين وما أكثر حيناتي، حين نصل الى هذا المستوى مقابل اجراء مسابقات لأجمل الكلاب أبكي على نفسي، وعلى عزتي وكرامتي في زمن تجد فيه الكلاب مساحة أكبر من مساحتي، هذا ان وجدت لي أصلا مساحة في بالكم وفكركم «عابرة».
تعليق
رغم تشاؤم «عابرة» الكبير من زمن الكلاب الا انه يجب عليها ألا «تضببها» كثيرا وتجعلها «مناحة» في كل شيء، حيث لابد ان تصنع لها مساحة زاهرة وجميلة من التفاؤل والخير، وقديما قالوا «لو خليت لخربت».
لذلك لا نؤيد هذا السواد الأعظم رغم واقعيته، كما لا نصدق من يقول إن الحياة كلها حلوة ولا توجد مساحة للكلاب.
من هذا المنطلق علينا تحدي الواقع المر والنظر للمستقبل بعين الاصرار نحو بلوغ الهدف لا الخنوع والاستسلام حتى وان عشنا زمن مسابقات الكلاب وجاء بعدها زمن التيوس والنعاج والبغال والحمير.
على الطاير
قال صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي المتوفى سنة 764هـ:
الجد في الجد والحرمان في الكسل
فانصب تصب عن قريب غاية الأمل
واصبر على كل ما يأتي الزمان به
صبر الحسام بكف الدارع البطل
وجانب الحرص والأطماع تحظ بما
ترجو من العز والتأييد في عجل
ولا تكونن على ما فات ذا حزن
ولا تظل بما أوتيت ذا جذل
ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله.. نلقاكم.