وليد الأحمد
صور مُعبِّرة جدا و«تعوَّر القلب» لما يحدث في فلسطين، وبالتحديد «للخونة» من أبناء القدس المحتلة، الذين يتلصصون مساء، ويتجسسون صباحا على أهاليهم وجيرانهم وأبناء عمومتهم، ومن ثم ينقلون أخبارهم للقوات الإسرائيلية المحتلة لتنتقم منهم بالاغتيالات وهدم البيوت.
مجموعة الصور التي وصلتني بالإيميل هي لعملية قتل خائن فلسطيني على يد الفلسطينيين أنفسهم، تحكي عن نفسها، ولكن هناك صورة معبرة محزنة ومفرحة في الوقت نفسه، وبسببها سطرت هذه المقالة!
الصورة الأولى تظهر لحظة إعدام الخائن، حيث يقوم أحد الفلسطينيين برميه برصاص وهو على الأرض معصوب العينين ومقيد اليدين.
الصورة الثانية تظهر الأهالي متجمهرين حول القتيل يتدافعون لمشاهدة الحدث وقد قتل الخائن وجاءوا من كل حدب وصوب لمشاهدته وهو ملقى على الأرض.
الصورة الثالثة وهي الغريبة تظهر امرأة طاعنة في السن وقد اخترقت الصف وبقوة، بلباسها الفلسطيني وحجابها الساتر، متجهة إلى المقتول وسط منع الأهالي إكمال خط سيرها.
الصورة الرابعة وهي الأخيرة والأغرب، حيث تصل المرأة العجوز للمقتول لتضع قدمها اليمنى على رقبة الخائن لتدعسها بقوة وسط منع الأهالي لها من هذا العمل غير الجائز شرعا ولا قانونا ليتضح في النهاية أن من قام بهذا العمل الغريب هو والدة الخائن، أي من تدعس على رقبته هو ابنها من لحمها ودمها!
إنها امرأة فلسطين وابنة القضية الفلسطينية من يستحق أن يحمل على الأكتاف لحل القضية!
حقاً إنها «ملكة»!
وسط موجة القنوات الفضائية «المفسدة» والدعوات «الساقطة» للمشاركة في برنامج الرقص والتعري والبحث عن «كذبة» ستار «...»، وعالم الأضواء المنحرف الذي أسفر أخيرا عن كارثة مأساوية لم يفرح لها احد في تونس على مسرح «...» بصفاقس راح ضحيتها 7 أبرياء في عمر الزهور وجرح العشرات، ظهرت هناك قنوات نظيفة تدعو للفضيلة وتساير خط الشباب المنطلق، ولكن نحو عالم نظيف وملتزم.
قناة «اقرأ» الفضائية رغم ملاحظاتنا العديدة عليها، إلا إنها نجحت في سحب البساط من العديد من القنوات الشبابية بإطلاق مسابقة «الملكة» لتتنافس فيها الفتيات من عمر 16 إلى 26 عاما على لقب «ملكة البر»، حيث ترسل الفتيات مشاركاتهن للمسابقة للتنافس على الأخلاق، وبالتحديد على قيمة «بر الوالدين».
لقد أصبحنا في حاجة ماسة إلى برامج أخلاقية للشباب تحافظ على القيم والأعراف والشريعة الإسلامية بعيدا عن الابتذال الذي وصل حدا لا يطاق من عالم الانفلات الأخلاقي، ومع الأسف بتأييد ومساندة من قبل الوالدين!
على الطاير
دعوة للتأمل في نهاية هذه الأوضاع المقلوبة التي نحياها بين موقف فتيات اليوم ممن انجرفن خلف أضواء الإعلام المتمثل ببرامج الرقص والغناء والڤيديو كليب والمنافسة على «الدلع والشخلعة» وبين الفتاة التي أصبحت بفعل الزمن عجوزا، ولكن بقيت شامخة قوية بإرادتها مؤمنة بقضيتها، صاحبة مبدأ ورسالة عظيمة!
فكم أنتِ عظيمة يا أمي!
ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله.. نلقاكم!