وليد الأحمد
«هداه الله» زميلنا الطالب في الأردن والنقابي «التطبيقي» فنيس العـجمي، حيث أصـر على ان يأخذني زمـيلنا الكاتب والداعية د. محمد العوضي بسيارته أو «موتيره» الذي يدلعه بـ «الهـرش» نظرا لـ «صـبـرها عليـه» وتحـملهـا وعـورة الطرقات وقـساوة الحفر والمطـبات بدلا من سيارة السـفارة الكويتيـة والتوجه بـنا مساء الى المركـز الاسلامي ـ مسـجد الملك المؤسس عـبدالله ـ وذلك ليلقي د. العـوضي محـاضرته هناك حـول دور الأدب في خدمـة المجتمع، كمـا ذهب بنا في اليوم التالي صـباحا الى أربد التي تبعد 100 كم من العـاصمة ليلقي الدكتور محاضرة اخرى في جامعة اليرموك.
وهناك غـصت القـاعة بالأسـاتذة والطلبـة مع طالبـات الجامعـة حيث استمـتعوا بحلاوة اسلوب داعيـتنا في سرد القصص والتاريخ والأدب مـع الشعر، اضافة الى القـفشات «المعتادة» التي «طرب» لهـا الجمهور فصـفق، وهو ما حدث ايضا في المساء عندما قطعنا مسافة طويلة في طريق العودة الى الزرقاء في منطقة الهـاشمية بمركز حمـزة بن عبدالمطلب القرآني، حيث سرد لهم الدكتور ما حصل في الحوار الذي دار بينه وبين المطرب عمرو دياب في الكويت ونشرته الصحف.
وعند انتهـاء المحاضرة و«الهـروب» من زحمة الحـضور والمعـجبين والسـائلين «قبض علينا» احـد الأردنيين ويدعى عبدالله الزيود الذي ذبح لنا عـدة ذبائح بالمناسبة وعزم أهله وأصدقاءه دون ان نعلم ولأول مـرة تعشينا معـهم «وقوفا» حيث كانت «الصواني» ذات أرجل معـدنية أربعة طويلة بها «العيش» ولحم الخراف ويدور علينا أحدهم بـ «المرق» الذي كان عبارة عن لبن تم تسخينه على النار يسكب لمن يريد على «الرز» وهي الأكلة اللذيذة المعروفة هناك بـ «المنسف» والتي من خلالهـا «نسفت» مـعدل الكوليسـترول نحـو «العلالي» وفرضت علي زيادة تناول عدد حبات «الليبـيتور» العلاجية في اليوم.
امـا د. العـوضي فلم يـبـال وكـان يأكل بشـراهة فـقـراء «موزمبيق» أو جائعي قبيلة «البوران» الأفريقية.
ولعل من أمتع الجـولات التي قمنا بهـا كانت لأبوإبراهيم في منطقـة الجـبليـة المرتفـعة وسط الخـضـار المنبـسطة والوديان الجـمـيلة والأشجـار المثـمـرة في منطقـة الصلط «جلعـاد» مع ارتشـاف الشاي الـطبيـعي بالماء «الجـوفي» وأوراق الزعتر مع حبات الزيتون المغرية.
وقد كانت فرصة سانحة لأسأل الداعية الأردني عن كيفية تخليل الزيتون بعد قطفه مـن الشجر، وهي المعضلة التي لم اجد لها حلا منذ عدة سنوات، نظرا لزراعتي لهذه الشجرة في البيت دون معرفة طريقة «ضرب وتمليح» حباتها الصغيرة وتخزينها بالماء والليمون والفلفل والمخللات لعدة أشهر.
على الطاير
فاجأنا رئيس جامعة اليرمـوك د. محمد الصباريني عندما سـألناه هل سـافـرت للكويت؟ فـابتـسم ثم أجـاب: عـشت بالكويت (22) عاما درست خلالها في ثانوية الشويخ، وكان من تلامـيذي الأفـاضل مشـاري العنجري ومـحمـد الصقـر وغيـرهما من المـسؤولين وعلى عـلاقة مـتواصلة وصـداقة حميمة بالدكتور رشـيد الحمد الذي درس معه في بريطانيا، قائلا كيف أنسى الكويت؟
ومن أجل تشجيع هذه الأوضاع بإذن الله. . نلقاكم.