وليد الأحمد
دخل العـراق مرحلة «غـير مـعقـولة» من الحـروب العشـوائية بـين مخـتلف الطوائف والأحـزاب والمذاهب وآخـر هذه المواجـهـات ليـست بين «السنة والشيـعة»، كـما يعـتقـد البـعض، بل بين أصـحاب المذهب الـشيـعي أنفسـهم من خلال تصـاعد أعمـال العنف بين أنصار الزعيم الشيـعي مقتدى الصدر ـ الذي يريد الظهــور على السطح الســيـاسي بأي صورة من الصور حـتى لو كان ذلك بالسلاح والاعتـماد على لغـة الدم ـ وحزب الفـضيلة الإسلامي الشـيعي أيضا بزعـامـة المرجع الديني محـمد اليعـقوبي الذي لا نعـرف متى وأين وكـيـف ظهـر؟ وتكمن «الكـارثة» هنا ـ والتي لا نريد لجار الشمـال أن يقع باستمرار فيها ـ في التطاحن «السني ـ السني» من جهة و«الشـيـعي ـ الشـيـعي» من جـهـة ثانيـة و«السني ـ الشـيعي» من جـهة ثالثـة، وهذه لعمري مأساة ما بعدها مأساة.
فمن يقتل من؟ ومن سيحكم ومن سيصبح مـحكومـا؟ ومن الذي سيـعطي الأوامـر ومن الذي سـينفذهـا؟ أسئلة كـثـيرة تدور حـول الأوضـاع الســيـاسـيــة والاقـتــصـادية والاجتـماعـية البـائسة تنبع خطورتـها من تشعـبهـا حتى الوصـول لمرحلة «التجـزئة» ومن ثم صـغائر الحـروب التي قـد تصل إلى «اللـون» ومــــوقع «الـسكـن» و«الملـبس» و«الهيئة الخارجية».
حتى «السنّة» أيضا منقسمون ما بين أفراد يؤيدون الدخـول في سلك الشرطة والجـيش مع الحكومة الحالية وآخرين يهددون بالقتل وينفــذون تهـديدهم دون تـردد، الأمـر الذي يخلق دوامة الحرب «السنية ـ السنية».
أين ذهب العقلاء من أهل العراق؟ لماذا الكل يتـصارع من أجل وصـول جمـاعته وإلـغاء الآخر؟
ولعل الـكارثة الأخـــرى التي تزيـد النار اشتـعالا وتـزيد «الطين بلة» هو تدخل الدول الخارجية وتأثيرها تأثيـرا مباشرا على قادة تلك الأحــزاب والتكتــلات الذين يـنتظرون الأوامـر على مـا يبـدو على أحـر من الجـمـر لتنفيذها حتى وان كانت بعبوات ناسفة طلبا في دخول الجنة.
على الطاير
يقـول أحـد القـراء: سمـعنا وقـرأنا عـبـر الصحافة عن وجود الداعية نبيل العوضي في الأردن لإلقاء مـحاضرات متنوعـة هناك ضمن الأسبوع الثـقـافي الكويتي الثـالث، ولكن لم نسمع صـوت العوضي منذ مـدة طويلة عندنا في الكويـت بإذاعـة الـقـرآن الكـريم لفـتــرة تجاوزت الـعام، بعد ان كـنا نسمـعه يتـحدث وينصح ويعظ المـسـتـمـعين في برامج عـدة وعلى الهواء مباشرة أشهرها واحة المستمعين.
وبدوري أحـيل هذا التـسـاؤل عن سـبب اختفاء «صـوت» هذا الداعية الجليل من إذاعة القرآن الكريم الى مديرها العـام الفاضل أحمد حاجية لعل المانع خير؟
ومن أجل تصـحــيح هذه الأوضـاع بإذن الله. . نلقاكم.