وليد الأحمد
النصيـحة أصبـحت هذه الأيام «تزعل» بل وتؤدي إلى القطيـعـة، خاصـة إذا صـدرت من إنسـان منصف وواع وعاقل يعرف ما يقول ومتى يقول وكيف يقول!
أحد هؤلاء الناصـحين تحسر منذ أيام كما يـقول عندما نصح أحد أبناء جيرانه بمصاحبة الأخيار والمحافظة على الصلاة وعدم تقـليد «ربعه» الآخرين ممن غـرتهم الحياة الدنيـا فركـضـوا خلف «القصـات» وتوزيع الأرقـام على الفتيات و«الفرفرة» في أنصاف الليالي بالسيارات.
وسـبب حـسـرته أن والد هـذا الشـاب «تضـايق» من نصحـه لابنه بالقول له «ليش شـايف ولدي خربوطي»؟
رغم ان الولد قد تـرك الصحبـة الصالحـة وبدأت صلاته تضعف وتغره المظاهر وكثرة التسكع بالأسواق والعودة في وقت متأخـر من الليل بعد أن يسمع أصـوات أصحابه وقهقـهاتهم في الشارع.
وآخر قطع علاقتـه بصديقه لأنه قال له إن ابنه بدأت عليـه بوادر الانحراف وربما الإدمان، فـما كـان من والد الشاب إلا أن قـال له «ولدي متـربي ولا يمكن يعمل هالعمايل».
وما أكثر من وثقوا في أبنائهم بـسبب تربيتهم الحسنة في الصغـر ولكن عندما كبـروا تركوهم لأصحـاب السوء غير مـستوعبين انهم قـد ينحرفون في أي لحظة، لاسـيما عندما يبلغون سن المراهقة.
مع الأسف أصبحت النصيحة جريمة رغم إدراكهم قول رسولنا الكريم ( صلى الله عليه وسلم ): «الدين النصيـحة»، وقوله تعالى: (يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين ـ الأعراف 79).
والنصح أقل!
قال ابن النفيس: «ليس ينبـغي، أبقاك الله، أن تغضب عـلى صديقك إذا نصح لك في جليلك ودقـيقك، بل الأجـدر بك أن تتقـبل ما يقوله، وتبـدي البشاشـة في وجهه، وتشكره عليـه حتى يزيدك في كل حـال ما يجـملك، ويكبت عدوك، والصـديق اليـوم قليل، والنصح أقل، ولن يرتبط الـصديق إذا وجـد بمثل الثقـة به، والأخذ بهديه، والمصـير إلى رأيه، والكون معـه في سرائه وضـرائه، فمـتى ظفرت بهـذا الموصوف، فاعلم أن جدك قد سعد، ونجمك قد صعد وعدوك قد بعد»!
على الطاير
نصـيحـة لوجه الله: لا تتـوقـفوا عن النصح مـادمنا نطبقه على أنفسنا وإن كره البعض ذلك.
يقول ميخائيل نعيمة «عضة الفم دون الفعل استخفاف بالموعوظ وشماتة بالواعظ»!
ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله. . نلقاكم!