المناهج هي ثالث المثلث التعليمي، وهي مصدر قوة لأي أمة، فقوة الامة تقاس بمدى قوة وقدرة المناهج على توصيل المعرفة الحديثة بجوانبها المتعددة، لذا سنتطرق في هذه المقالة إلى عدة أمور مهمة تخص المناهج ووسائل التعليم باختصار شديد لأن هذا الموضوع يحتاج إلى مكتبة حتى توفيه حقه. في وزارة التربية هناك قطاع كامل اسمه قطاع تطوير المناهج يضم إدارتين حسب الهيكل الجديد، وهي إدارة التقويم والقياس، وإدارة تطوير المناهج.
تقييم المناهج
لا يوجد توجه واضح أو منهج علمي معلن من وزارة التربية لتقييم المناهج، وقد يوجد ولكن غير منشور أو غير متبع وعليه نقترح بعض العوامل المستخدمة في تقييم المناهج منها: قياس مدى تحقيق المناهج لأهدافنا الوطنية في التعليم، قياس البعد الشرعي وثقافة المجتمع، الفترة الزمنية التي أمضتها تلك المناهج من غير تطوير، مدى قدرة أبناءنا على مقابلة احتياج الاقتصاد الوطني، استخدام الآراء الخبيرة في التعليم لإبداء رأيها في المناهج، إقامة مؤتمر لتقييم المناهج وتطويرها، واجراء استبيان عن المناهج يشمل (المعلمين، الطلاب، الآباء، مؤسسات الأعمال، الجهات الحكومية وأساتذة الجامعة بالأخص التربويين وتطبيق معدلات قياس الجودة على المناهج وأسلوب المقارنات مع المناهج في الدول المجاورة والمتقدمة).
بالإضافة الى استخدام المجموعات المركزة focus group وهي عبارة عن حلقة نقاشية مع مجموعة محددة مختارة بعناية بحيث تمثل المجتمع لإبداء آرائهم في المناهج، والاستفادة من تقييم المؤسسات الدولية المختصة بالتعليم مثل اليونسكو، والاستفادة من الدول المتقدمة في التعليم مثل استراليا والتي تعتبر الدولة الأولى في التعليم حسب قياسات الأمم المتحدة. فضلا عن تشجيع البحث العلمي من خلال: تشجيع الباحثين على الدراسات والأبحاث التربوية، دعم المؤسسات العلمية لعملية تقييم وتطوير المناهج، دعم المبدعين والمتميزين على مستوى العالم للمشاركة في تقييم وبناء مناهج متطورة، ودعم الكتب التربوية الحديثة بالأخص التي تعنى بالتعليم في الكويت.
تطوير المناهج
يلعب تطوير المناهج دورا مهما في العملية التربوية ولعل من أهم دواعي التطوير: الدواعي الداخلية من خلال التغيير الحادث في المجتمع فالمناهج يجب أن تتطور مع هذا التغيير، والتطور العلمي السريع بالأخص بالعقود الأخيرة يتطلب منا تطوير مناهجنا على هذا الأساس، حاجة مناهجنا الحالية للتطوير، التطوير سنة الحياة والوقوف إلى حد معين يعني الانهيار، الاستثمار بالتربية استثمار مضمون الربحية كما ثبت لدى كثير من الدول التي نجحت في التنمية مثل كوريا الجنوبية واستراليا وماليزيا.
وبالإضافة إلى وجود قطاع لتطوير المناهج بوزارة التربية وأيضا يوجد مركز التقنيات التربوية وهو يهتم بالتقنيات التربوية الحديثة ووسائل تطبيقها بالكويت، ويتبع جامعة الكويت ـ كلية التربية.
وفي رأينا أن هذا لا يكفي بل لابد من وجود مركز بحث علمي متطور يهتم بتطور المناهج ويفضل أن يكون مستقلا وينشأ من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ويدعم ماليا منها، ويكون عليه أساتذة مرموقين حتى وإن كانوا لا يحملون صفة الوطنية فالمهم تحقيق أهدافنا واستراتيجياتنا التربوية حتى وإن كان من الغير.
وسائل التعليم
مع التطور الحديث تأخذ وسائل التعليم حيزا مهما في العملية التعليمية، فسابقا المدرسة هي المصدر الأول للمعرفة والعامل الفاعل والركن الأساسي لعملية التعليم، ومع التطور السريع للتكنولوجيا وتطور الوسائل السمعية والبصرية أصبح الوضع يختلف فتعددت وسائل التعليم ومنها:
1 - الوسائل السمعية والبصرية (الفيديو/ السينما)
2ـ تكنولوجيا التربية والتعليم ـ الكمبيوتر.
3ـ وسائل الإيضاح.
4ـ المعينات التربوية.
5ـ استخدام الإعلام في التعلم.
6ـ التعليم عن بعد distance learning ويستفاد منه: سد النقص في أعضاء هيئة التدريس ـ العمل على توفير مصادر تعليم متنوعة ـ الإسهام في رفع المستوى الثقافي والعلمي والاجتماعي لدى أفراد المجتمع.
7ـ السبورة الذكية: وهي التي تكون مربوطة بالحاسب الآلي، ويتم التحكم بالحاسب الآلي من خلالها، وهي عبارة عن سطح مكتب للحاسب وهي تغني عن البروجكتر وغيرها.
ولذا تعرف الوسائل التعليمية بأنها «أجهزة وأدوات يستخدمها المعلم لتحسين عملية التعليم والتعلم»، ودور الوسائل التعليمية في العملية التعليمية الحديثة الآتي: إثراء التعليم (أساليب مثيرة وجذابة ومشوقة للتعلم)، اقتصادية التعليم (زيادة عدد المستفيدين من التعليم)، استثارة اهتمام التلميذ وإشباع حاجته للتعلم، زيادة خبرات التلميذ، تساعد على اشتراك جميع حواس المتعلم، تساعد على مشاركة التلميذ الإيجابية في اكتساب الخبرة، وسد انخفاض المستوى التعليمي لدى المدرسين.
وعموما تلعب الإدارة المدرسية دورا مهما في تحسين وتطوير أسلوب استخدام الوسائل التعليمية من خلال: زيارة معارض تقنيات التعلم والاستفادة من الحديث منها ـ حصر ما تحتاجه المدرسة من وسائل التعليم ـ تعريف المدرسين الجدد بالوسائل التعليمية المتاحة ـ العمل على تقوية الاتجاهات الإبداعية والابتكارية لدى المدرسين، وختاما تبقى مدى قدرتنا على توظيف وسائل التعليم الحديثة في أنظمتنا ومناهجنا التعليمية تعطينا نتائج إيجابية في جودة التعليم وقوة تطوره.
الأنشطة الطلابية
وهي الأنشطة التي تمارس خارج الفصل، وهي أنشطة مساعدة ومهمة في العملية التعليمية، ولقد ثبت في الدراسات العلمية الحديثة أهمية الأنشطة الطلابية كالتالي:
1ـ تساعد الأنشطة الطلبة في التعبير عن هواياتهم وإشباع حاجاتهم.
2ـ اكتساب خبرات ومواقف تعليمية يصعب تعلمها خارج القاعات الدراسية.
3ـ الطلاب المشاركون في الأنشطة الطلابية يتمتعون بنسبة ذكاء مرتفعة كما أنهم إيجابيون بالنسبة إلى زملائهم وأساتذتهم.
4ـ يتمتعون بروح القيادة والثبات الانفعالي والقدرة على التفاعل مع الآخرين.
5ـ القدرة على اتخاذ القرار والمثابرة عند القيام بأعمالهم.
6ـ تفوق الطلبة المشاركين بالأنشطة الطلابية في الانجاز الأكاديمي.
7ـ لها تأثير كبير في عملية اكتساب وتنمية المسؤولية الاجتماعية للطلاب كجانب أساسي في بناء شخصياتهم.
8ـ الطلبة المشاركون بالأنشطة يحصلون على احترام المعلمين وإدارة المدرسة وتقديرهم.
9ـ تزودهم بمعلومات ومفاهيم وقيم وسلوكيات ترتبط بالمواد الدراسية.
10ـ الأنشطة الطلابية على شكل مجموعات تساعد على حل المشاكل النفسية كالانطوائية والخجل والرهاب الاجتماعي والتخاطب بين الطلاب.
11ـ الأنشطة البدنية لها تأثير كبير في رفع مستويات الوعي الصحي بين الطلاب.
أهم معوقات إقامة الأنشطة الطلابية
ـ عدم توافر الإمكانات المادية، عدم توافر المكان المناسب والورش والمختبرات، قلة وعي الطلاب بأهداف النشاط، ضيق الوقت، عدم توافر الموارد المالية المناسبة، عدم احتساب الأنشطة ضمن العلامات النهائية للطلبة.
الحلول:
ـ إقامة دراسات عن معوقات الأنشطة الطلابية ووضع الحلول المناسبة لها، رصد ميزانية خاصة بالأنشطة الطلابية، وضعها من ضمن إستراتيجية التعليم، توفير الإمكانات المادية، مشاركة الجمعيات والقطاع الخاص في دعم هذه الأنشطة، إعادة تصميم المدارس بحيث يتم الاعتناء بمواقع الأنشطة مثل توفير ملاعب مزروعة، وتوفير حمامات السباحة، والمختبرات، والورش... إلخ ووضع الأنشطة ضمن علامات الدراسة. وأحب أن أوضح مدى اهتمام الدول المتقدمة بهذا الجانب فالجامعة التي درست فيها الماجستير usc، أقامت فيها مدينة لوس انجيليس أولمبياد العالم عام 1984 بسبب توافر الملاعب والإمكانيات الرياضية فيها، ولا تخلو الثانويات في الدول الأوروبية وأميركا من حمامات السباحة والورش والمختبرات والملاعب المزروعة لممارسة هذه الأنشطة والتي تعتبر جزءا أساسيا من العملية التعليمية لديهم، وهذا ما يجب أن يكون عندنا أيضا لدعم عملية التعليم في الكويت.
[email protected]