من الامور المخفية التي لم تتداول عن اسباب سقوط الحكومة السابقة ليس موضوع التحويلات والايداعات المليونية فحسب وانما بشكل اكبر وأوضح وقوف قطار التنمية وغياب الانجازات والنتائج، وهذه محور رؤية الشعب الكويتي.
هذا بالطبع لا يعني موافقتنا على الفساد بجميع اشكاله ولكن الادارة العامة محور حكم الشعوب عليها هو مدى الانجازات التي حققتها فسنغافورة ودبي ليست دولا ديموقراطية بكل ما في هذه الكلمة من معنى، والقانون هناك مشدد جدا بالاخص في سنغافورة والقرار اقرب الى الاحادي من المشاركة ولكن هذه الدول حققت قفزات تنموية اذهلت العالم اجمع، وهكذا بالطبع في الدول الديموقراطية المتقدمة الحكم على الاحزاب الحاكمة يأتي من خلال الانجازات المحققة.
لقد كان المطلب الاساسي للمعارضة هو التغيير وها قد بدأ التغيير ورئيس وزراء جديد وأيضا حكومة جديدة وأعطى الشعب الكويتي ثقته في المعارضة وفازت في اغلب مناصب مكتب المجلس من رئيس ونائب رئيس وأمين سر وفي اللجان وهذا كما لا يخفى امتحان من الشعب الكويتي للمعارضة هل تنجز وتحقق نتائج وتوقف سيل الاستجوابات وهل تضع يدها مع الحكومة كما قال الكثير من اعضائها ومنهم رئيس المجلس العم احمد السعدون الذي ذكر ان يده ممدودة للحكومة لتحقيق التنمية، كما اشار رئيس المجلس في برنامجه الانتخابي حرصه على مستقبل الكويت وكأنه يشير الى انني في دورتي المقبلة سأركز على المستقبل.
والقصد الى اننا نملك خطة تنمية صادرة بقانون موافق عليها البرلمان ودورنا الآن ان نطبق هذه الخطة ونزيل عنها جميع العوائق القانونية والتنفيذية والمالية، ولهذا من المفروض في البداية انهاء ملف الفساد بكل سرعة ولو كنت مكان رئيس المجلس لخصصت له عدة جلسات خاصة للانتهاء من هذا الملف للمرة الاخيرة بالطبع من خلال اقرار التشريعات الرقابية وانفاذ الاحكام القضائية وتقارير حماية المال العام ومن ثم ننطلق في التنمية والتطوير ونأمل من المعارضة الا تتجه الى التصعيد وتحاول ان يكمل هذا المجلس مدته بالاخص ان رئيس مجلس الوزراء حاول فتح قنوات التعاون وان لم تشارك المعارضة بالحكومة ولكن يبدو ان سياسة التعاون موجودة واليد ممدودة.
ومن الامور المهمة التي يجب ان تثار لضمان نجاح التنمية هي مؤسسية تنفيذ الخطة وعدم ارتباطها بالمطبات السياسية بين المجلس والحكومة كما ايضا يجب ان ندقق على اختيار قيادات التنمية ووضع قانون جديد لاختيار القيادات فللاسف اختيار القيادات الادارية مازال خاضعا للاهواء وبدون قانون ينظم ذلك وهذا من الاسباب الرئيسية لفشل تنفيذ خطة التنمية فأغلب القيادات لا تملك صفة القيادة ولا القدرة على التنفيذ وكنت مرة مع وكلية للتطوير الاداري في احدى الوزارات المهمة وطلبت مني اعداد برنامج تدريبي لتعليم القيادات الادارية في هذه الوزارة تنفيذ المشاريع وقالت لدينا في الوزارة مشاريع رائعة وممتازة ولكنها غير منفذة بسبب عدم قدرة هذه القيادات على التنفيذ وفعلا اعددت برنامجا تدريبيا اسمه آليات تنفيذ الاستراتيجيات والمشاريع والخطط، ولكن للاسف الشديد يبدو ان الوكيلة واجهت معارضة من البيروقراطيين لانهم دائما يدعون القدرة والمعرفة ويعتبرون الدورات اهانة لخبراتهم وبالطبع ذهب البرنامج ادراج الرياح وما زالت المشاريع قابعة في ادراج هؤلاء القياديين الفاشلين والشعب الكويتي يشرب مرارة تأخر التنمية وضياع الفرص التاريخية والسبب هذه القيادات الورقية التي لا تهتم الا بمصالحها وكراسيها واعتقد ان من اولويات المجلس القادم اذا ما اردنا لقطار التنمية ان يسير من غير توقف ان يكون لدينا قيادات لديها القدرة على التنفيذ.
فلسفة جديدة لادارة مجمع الوزارات:
لابد لكل كويتي ان يزور مجمع الوزارات لوجود وزارات مهمة جدا في هذا المجمع ويعجب المرء كيف ان هذا المجمع لديه ادارة سيئة بهذه الصورة بالخدمة لزوار المجمع وأول ما يحضرني خدمة كبار السن الذين تراهم يسيرون مسافات كبيرة للوصول الى مقر الخدمة في المجمع وبالرغم من توفير باصات الا ان ليس هناك شيء مميز لكبار السن في الخدمة وكم رأيت من امرأة كبيرة ورجل طاعن في السن لا يكاد يمشي للوصول الى مقر الخدمة فطبيعة تصميم المجمع سيئة جدا بحيث تضطر الى قطع مسافات كبيرة للوصول الى المجمع الرئيسي كما انه لا توجد مواقف داخل المجمع سواء بالسرداب او في المداخل للفئات الخاصة، وعندما تدخل المجمع في فصل الصيف ولقد عانيت من الظمأ وتريد ان تشرب الماء لا تجد هذه الخدمة متوافرة والدور الارضي للاسف للبنوك وشركات الهدايا وغيرها اما مقهى محترم تجد فيه الماء والشاي وخدمات الضيافة الاخرى للاسف لا يوجد وهناك ستار بوكس صغير جدا في الميزانين لا احد يعلم عنه شيئا وتضطر الى ترجي الوزارات والفراشين لاستجداء الماء منهم بصراحة شيء مخز جدا فنحن بلد الضيافة والكرم نعامل هكذا مراجعي مجمع الوزارات، ودورات المياه ـ تكرمون ـ دليل التطور الحضاري لاي بلد عبارة عن ماخور اسمه دورة مياه فالحمامات جميعها عربية ولا توجد فيها خدمة للفئات الخاصة ولا يوجد فيها غسيل دوري دائم وتعاني من الرائحة الكريهة وأيضا لا يوجد مناديل تنشف فيها من الماء، ومرة طلبت من احد مسؤولي المجمع توفير المحارم قال تجربتنا سيئة لان مستخدمي الدورات يرمون المناديل على الارض؟ وهذا بالطبع عذر اقبح من ذنب لان لابد من توافر فراش دائم في الحمام كما في المجمعات التجارية وبصراحة المساجد عندنا انظف من المجمع وأما المصليات فقصة اخرى فالموظفون والزائرون يفترشون الارض في العراء وأصوات المارة وفي الممرات بطريقة تدل على اننا في دولة فقيرة جدا ولا نستطيع ان نوفر مصليات محترمة مغطاة وعازلة للصوت لا اعرف اين تذهب الاموال ولماذا لدينا عقلية التعالي على الآخرين التوفير من ضروريات الخدمة وعلى ضخامة المجمع لا يوجد الا مكان واحد للتصوير والطباعة مما يشكل زحاما شديدا، عموما في الواقع نحن بحاجة الى فلسفة ورؤية جديدة للخدمات في هذا المجمع مبنية على احترام حاجات المواطنين وارضائهم في تقديم الخدمات بحيث ننافس القطاع الخاص في ارضاء عملاء المجمع وأما المواقف فقصتها كبيرة ونتركها لحكم المراجعين للمجمع.
www.waleedalhaddad.com
drwalhaddad@