لقد قامت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بحجب جائزة الكويت عن أبناء الكويت في مجال العلوم الاساسية والتطبيقية والاقتصادية والاجتماعية وبقية أصناف العلوم وأعطيت الجائزه للدكتور مجيد كاظمي من الأردن في مجال التكنولوجيا النووية، والذي يعمل أستاذا في جامعة ام اي تي الأميركية، وهذا الخبر نزل علي كوقع الصاعقة لعدة أسباب الأهم ان المؤسسة من عدة سنوات وهي تحجب هذه الجوائز عن الباحثين الكويتيين ولم تعمل شيئا لتطوير قدرة البحث العلمي لدي الباحثين الكويتيين، فالمؤسسة أصلا أنشئت للتقدم العلمي في الكويت، ولدعم أبحاث التقدم العلمي على مشاكل الكويت، وهذا التجاهل من المؤسسة لعدة سنوات لهذه المعضلة بحاجة إلى وقفة كبيرة، إذ ان أموال المؤسسة عبارة عن ضرائب تحصل من المؤسسات الكويتية، فالمفروض ان هذه الاموال توجه لخدمة البحث العلمي لخدمة الاقتصاد الكويتي والكويت ككل، وليس للجوائز فقط، وهذا يدعونا الى الطلب من المؤسسة بانتهاج سياسة جديدة لدعم البحث العلمي في الكويت وأهمها تشجيع الباحث الكويتي على البحث العلمي ودعوة الكويتيين حملة الشهادات العليا لتقديم أفكارهم لدعم البحث العلمي، فهناك معضلات ومشاكل كبيرة تعترض الكويت وبحاجة الى جهود الباحثين لدعمها مثل:
٭ كيف يتعافى الاقتصاد الكويتي من الأزمة المالية العالمية الذي ما زال يعاني منها.
٭ إيجاد مصادر بديلة للدخل النفطي للميزانية العامة.
٭ بناء قانون حديث للخدمة المدنية.
٭ تطوير قطاع التعليم بحيث يقابل احتياجات الاقتصاد.
٭ حل مشكلات قطاع العمالة.
٭ تطوير إدارة الأزمات والكوارث.
٭ تطوير القطاع الصحي في الكويت.
٭ وضع حلول لمشكلات البيئة.
٭ مشاكل الطلاق والأسرة.
٭ إيجاد مصادر بديلة للطاقة.
٭ الطاقة الشمسية وغيرها من مجالات الابحاث بما لايحصى.......................، لذا يجب ان نتحول في استراتيجيتنا للبحث العلمي نحو حل مشاكلنا وتطوير الكويت كقاعدة أساسية وأن نبتعد عن سياسة الجوائز كأساس لعملنا، فنحن بأشد الحاجة لدعم البحث العلمي لتطوير أنفسنا، وتوافر الاموال لدى مؤسسة الكويت للتقدم العلمي هو الطريق المناسب لدعم البحث العلمي، فالبحث العلمي في الولايات المتحدة يأتي فقط 35.5% من الحكومة والباقي يأتي من القطاع الخاص وفي اليابان 18% فقط من الحكومة والباقي من القطاع الخاص، للاسف نحن في الدول العربية ننفق فقط 0.2% على البحث العلمي بينما ننفق 7% وبعض الدول العربية تنفق من 30 إلى 40% من دخلنا على السلاح أما إسرائيل فتنفق من 4% إلى 5% من دخلها على البحث العملي وهي تسجل وحدها ضعفي براءات الاختراع عن الدول العربية مجتمعة، لقد أنفقت كل من أميركا وأوروبا واليابان 417 مليار دولار وحدها على البحث العلمي وبالنسبة لكوريا الجنوبية فإنفاقها على البحث العلمي بحدود 3%من دخلها والصين بحدود 3% وهذا يفسر بعض أسرار التطور الاقتصادي لهاتين الدولتين ودخولهما مجال التنافس الاقتصادي مع الدول المتقدمة ونحن بحاجة الى تطوير إنفاقنا على البحث العلمي إذا ما أردنا اللحاق بالتطور الاقتصادي والتعليمي والعلمي، وهو السبيل الوحيد لبناء التنمية المستدامة في الكويت، ومن الأمور المهمة التي يجب ان ننتبه لها هي تبني الباحثين الكويتيين ودعمهم لإنجاز أبحاثهم على الكويت ولتطوير بلدهم، فالباحث في الكويت للاسف يعاني الأمرين من غياب الدعم ومن الأمور التي تحز بالنفس عندما تطلع على مجلات الابحاث العلمية المحكمة والصادرة من جامعة الكويت تجدها خالية من الابحاث عن الكويت ومن الباحثين الكويتيين، وهنا أنا لا ألوم الباحثين والدكاترة في الجامعات، فالدعم للابحاث مثير للضحك حول الميزانيات التي ترصد للابحاث، وهذا يفسر سر عزوف اغلب الباحثين عن انجاز أبحاثهم في الكويت، من يقرأ قصة زويل العالم المصري العربي الذي حصل على جائزة نوبل يرى العجب، حيث يذكر ان الجامعة الأميركية التي اكتشف من خلال مختبراتها بحثه الذي حصل به على جائزة نوبل انها عقدت معه عقدا لمدة ثلاث سنوات كدعم مادي كامل للبحث ومنحته راتبا مغريا من دون ان تشترط عليه الوصول الى نتائج لأنها تعرف الباحث ومستواه فهي خاطرت بالفرصة وحصلت عليها، أما في الكويت فالباحث يكتب خريطة البحث ويتعب عليها، وفي الأخير يحصل على 4 آلاف دينار لدعم بحثه ومن دون تفرغ، شيء مضحك طبعا، باختصار دعم الباحثين الكويتيين ودعم التميز والابداع طريقنا للتطور وللعودة مرة أخرى لقطار التفوق والتميز ليس على مستوى الخليج فحسب بل على مستوى الشرق الأوسط والعالم كله.
www.waleedalhaddad.com