إن الجهود الكبيرة التي يبذلها مدير المعهد الديبلوماسي الكويتي السفير عبدالعزيز الشارخ محل تقدير وثناء خصوصا انه يعمل بلا ميزانية مخصصة ولا جهاز فني متخصص وأسرار نجاحه حتى الآن عديدة أهمها: إيمان وقناعة وزير الخارجية الشيخ د. محمد الصباح ووكيل الوزارة خالد الجار الله والسفير الشارخ نفسه والعاملين معه بأهمية المعهد كصرح ديبلوماسي وكرافد من روافد الديبلوماسية الكويتية، وبدوره الحيوي في اعداد وتأهيل الشباب الكويتي على تحمل المسؤوليات والدفاع عن مصالح الكويت الخارجية، وتعزيز العلاقات مع المؤسسات الديبلوماسية كالسفارات والقنصليات والمؤسسات الأكاديمية كالجامعات والكليات والمعاهد. وسر النجاح الثاني هو قدرات السفير الشارخ المتميزة في خلق شبكة من العلاقات الديبلوماسية في داخل الكويت وخارجها، تزوده بما يحتاجه المعهد من دعم لوجستي ومعلوماتي وتيسر له تحقيق أهداف المعهد المنشودة.
فقد نجح السفير الشارخ في ربط المعهد بجامعة الكويت والاستفادة من الخبرات والطاقات البشرية والموارد التقنية للجامعة، كما نجح في ربط المعهد بغرفة تجارة الكويت من خلال الاستفادة من إمكانيات مركز الصقر للتدريب لتوفير الدورات التدريبية المتخصصة للكوادر الديبلوماسية الشابة. أما على الصعيد الدولي، فعلاقاته المتميزة مع ديبلوماسيي دول الغرب والشرق مكنته من ربط المعهد مع العديد من المعاهد الديبلوماسية العريقة والجامعات في تلك الدول وبالذات في دول الاتحاد الأوروبي والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم. هذا الربط المحلي والخارجي للمعهد أهله لتنظيم وإدارة محاضرات وندوات ناجحة بكل المقاييس الدولية في مجال الثقافة السياسية والديبلوماسية.
واليوم، وبسبب إنجازاته، أنيط بالمعهد الديبلوماسي الكويتي مسؤولية التطوير الإداري لوزارة الخارجية برمتها، بعد أن نقلت إليه مسؤوليات مكتب التدريب والتطوير في الوزارة. وهذه الخطوة أضافت عبئا جديدا وتحديا كبيرا للمعهد والقائمين عليه لأنه ليس من الممكن أن ينجح هذا المعهد (وهو حديث العهد) في تطوير الجهاز الإداري للوزارة بدون تعزيز موارد المعهد نفسه من خلال وضع ميزانية مستقلة له، تمكن مدير المعهد من التعاقد مع خبراء مشهود لهم في مجال التطوير الإداري للعمل بدوام كامل، والاستعانة ببيوت الخبرة العالمية المعروفة لتصميم واعداد لوائح ونظم إدارية تطور أسلوب العمل بالوزارة وفي سفاراتها بالخارج.
يظل السفير عبدالعزيز الشارخ بشر، لا يملك عص موسى، وكل ما لديه هو وفاؤه وقدراته وعلاقاته المسخرة للكويت ولوزارته التي لا يزال يعمل بها منذ انخراطه في السلك الديبلوماسي وحتى الآن. وأخيرا، أتمنى أن توفر وزارة الخارجية جميع متطلبات واحتياجات المعهد من موارد مالية وكوادر بشرية وخبرات متخصصة قبل مباشرته في مهمة التطوير الاداري للوزارة، أو بكلمات أخرى، أن يبدأ التطوير الإداري في الوزارة بالمعهد الديبلوماسي الكويتي.