فقدت الكويت يوم أمس أحد رجالها المخلصين بوفاة خليفة صالح الشايع رحمه الله عن عمر يناهز الخامسة والثمانين عاما.
ولد خليفة الشايع في الكويت عام 1926 في حي شرق فريج المطبة. تلقى تعليمه في مدرسة عبدالله عبداللطيف العثمان ومدرسة زكريا الأنصاري، حاصل على شهادة إتمام الدراسة التجارية المسائية من معارف حكومة الكويت عام 1956. بعدها، انقطع عن الدراسة لظروف عمله في الحكومة، لكن حبه للتسلح بالعلم أعاده إلى الفصول المدرسية في الفترة المسائية في مركز الخليل بن أحمد لتعليم الكبار خلال الفترة من عام 1960 الى عام 1962، كما درس في الثانوية التجارية العلوم التجارية ومسك الدفاتر المحاسبية والطباعة وأخذ دروسا في الطباعة في المدرسة القبلية. حاصل على شهادة تدريب في برنامج المحاسبة العامة من ديوان الموظفين عام 1965، وشهادة في الحلقة الدراسية المتخصصة في الإدارة العليا في الجمعيات التعاونية التي نظمها المعهد العربي للتخطيط في الكويت خلال الفترة من 7 ـ 4 حتى 2 ـ 5 ـ 1974.
|
عمل الشايع ـ رحمه الله ـ في مقتبل شبابه غواصا، وبدخول الكويت عصر النفط، عمل في البلدية لمدة عامين وأسهم في أعمال تشييد الشارع الجديد ثم انتقل للعمل في دائرة الصحة العامة لمدة تقارب الأربع سنوات. وفي الأول من يناير عام 1949، عمل في دائرة الأوقاف العامة، وتمت ترقيته خلال خدمته حتى أصبح «مدير شؤون الوقف». وفي 31/10/1973، تقاعد عن العمل الحكومي، وتفرغ للعمل في سوق العقار حيث كان يشتري أراضي ويبنيها لغرض البيع. انتقل خليفة الشايع وأسرته من شرق إلى منطقة كيفان قطعة 3 في عام 1958. وفي بداية الستينيات كان السوق المركزي لجمعية كيفان غير منظم، الأمر الذي حدا بأهالي المنطقة على التفكير جديا بفكرة جمعية تعاونية يساهم فيها أهالي المنطقة فقط، وبالفعل عقدت عدة اجتماعات لبلورة هذا المشروع. وفي عام 1963 وبعد إشهار الجمعية بأشهر كلف خليفة الشايع ليتولى عملية الاكتتاب في رأسمال الجمعية وتحصيل الأموال من المساهمين. يقول الشايع: «كانت عملية الاكتتاب في رأسمال الجمعية سهلة في البداية نظرا لقلة عدد المساهمين، وما إن بدأت فكرة المساهمة في الجمعية تنتشر في المنطقة حتى تزايدت أعداد المساهمين، الأمر الذي اضطرني أن أطلب من رئيس مجلس إدارة الجمعية فهد الصبيح الاستعانة بابراهيم العسكر لمعاونته في إتمام عملية الاكتتاب التي تم إنجازها على أكمل وجه»، وبعدها عرض على الشايع العمل في الجمعية كأمين صندوق ووافق الأخير وباشر عمله في الفترة من عام 1963 حتى عام 1965.
وفي عام 1967 قرر خليفة الشايع خوض انتخابات جمعية كيفان التعاونية، لكن لم يحالفه الحظ حيث كان ترتيبه احتياطي أول، وبعد أن قدم فهد الصبيح استقالته من المجلس تم استدعاء خليفة للمجلس، ومنذ ذلك الوقت حتى انتخابات الجمعية في 30/4/1980 وهو ينتخب من قبل مساهمي الجمعية لعضوية مجلس الإدارة. وللشايع العديد من المواقف الرجولية، وأشهرها موقفه في انتخابات 30/4/1980 التي فاز بها وكان ترتيبه الأول، في هذه الانتخابات سقط عبدالرحمن الحويل بعد رئاسة لمجلس إدارة الجمعية دامت ثلاث عشرة سنة متواصلة، يقول الشايع في مقابلة أجراها كاتب هذه السطور لكتاب «جمعية كيفان التعاونية: دراسة تاريخية توثيقية» (يطبع حاليا): لقد أحسست أن هناك عداء مقصودا موجها ضد زميلنا عبدالرحمن الحويل الذي وقتها كان رئيسا للمرة الثامنة لإتحاد الجمعيات التعاونية وإسقاطه في انتخابات جمعية كيفان يعني إقصاءه من منصبه بالاتحاد. لهذا، قررت استشارة فارس الوقيان وطرحت علية فكرة استقالتي من مجلس إدارة الجمعية الجديد ليعود الحويل إلى المجلس ويحافظ على منصبه في الاتحاد. ورد الوقيان: إن رغبتك هذه تعبر عن موقف رجولي. وبعدها نفذ خليفة الشايع رغبته باستقالته الخطية للمجلس وعاد الحويل إلى مجلس الإدارة بقوة القانون وترتب على ذلك ضجة كبيرة في المنطقة. وبعدها، أنهى الشايع مشواره مع الجمعية وتفرغ لأعماله الخاصة. خليفة الشايع من رجال الكويت الأوفياء، صاحب مبدأ وأخلاق عالية، يعرف الله في أعماله وأفعاله، خيرا، كريما، متدينا، طيب المعشر. له من الأولاد فيصل وثلاث بنات. رحم الله أبا فيصل رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وألهم أسرته وعائلة الشايع الكريمة وأحبته الصبر والسلوان.
«وإنا لله وإنا إليه راجعون».