الأولاد زينة الحياة، وقد فطر الله نفوس الآباء والأمهات على التفاني في حبهم واستعذاب العذاب في سبيل راحتهم وبذل المهج والأرواح فداء لهم، تلك سنة الله ولن نجد لسنة الله تبديلا. ومن حق الأبناء أن يحسن الآباء تربيتهم وتأديبهم لأن الطفل يولد محبا للشهوات لا يميز بين الضار والنافع ومهمة الأبوين أن يبصراه ويوجهاه ليشبّ على حب الخير والفضيلة وبغض الشر والرذيلة، فمن شاب على شيء شاب عليه، والأولاد في الصغر يسهل تربيتهم ويهون توجيههم منعا لجنوح أنفسهم إلى طرق الشر والرذيلة، وعلى الآباء تذكير الأبناء دائما إلى الفرق بين الخير والشر، والنفع والضر، لما لها من أثر على أنفسهم وعلى مستقبلهم، وموعظتهم باستمرار بحسن السلوك والتحلي بمكارم الأخلاق، فليكن الآباء هم القدوة الحسنة لأبنائهم وتربيتهم التربية الصالحة، فمن طبيعة الأبناء تقليد الآباء والأمهات، فإذا تحلى الأبوان بالفضائل وتخليا عن الرذائل نهج الأبناء هذا النهج الحميد، وإذا لم يستقم سلوك الأب والأم كان ذلك أثره السيئ على نفوس الأبناء، وعلى الأب والأم أن يظهرا أمام الأبناء بأحسن صورة.
وكذلك من واجب الآباء اختيار الأصدقاء ومراقبة أبنائهم في اختيار رفاقهم، فالشاب قد يتأثر كثيرا برفاقه لأنه مولع بالتقليد، فعلى الآباء أن يدفعوهم إلى ذوى الخلق الحسن ويردوهم عن ذوى الطبع اللئيم ومراقبة أبنائهم وخاصة في أجهزة التواصل الاجتماعي وخاصة عند الناشئة، فواجب على الآباء أن يكونوا رقباء على أبنائهم فيما يقرأونه أو يشاهدونه. وفترة المراهقة هي فترة سن البلوغ حيث يكون الناشئ قد تخطى مرحلة الصبا وأقبل على مرحلة الاكتمال والنضج، فعلى الآباء أن يدربوا الأبناء على حسن التصرف في مشاكل الحياة وأن يؤاخوهم ويسمعوا منهم ويعتدّوا برأيهم وقال الحكيم: «لاعب ولدك سبعا وأدبه سبعا وآخه سبعا ثم اترك الحبل على الغارب» ولا يعني ذلك أن تتركه أن يفعل ما يشاء مثل السماح لهم بالسفر بمفردهم وخاصة بأعمار الصبا والناشئة بعمر الخامسة عشرة وما فوق حتى عمر العشرين سنة دون رقيب ولا حسيب وذلك لسهولة انحرافهم وجنوحهم سلوكيا إلى طرق الشر والرذيلة ورذائل الأخلاق ومذموم الأوصاف والمغامرة بتناول المسكرات وتعاطي المخدرات والتردد على طرق الفساد وما يتبعه من مشكلات سلوكية سيئة ومؤلمة تعود على المنحرف وعلى أسرته وعلى مجتمعه بالعواقب الوخيمة، فالمعاصي سموم قاتلة ومهلكة.
فالأبناء هم الثروة البشرية وهم عماد المستقبل وبهم تحيا الأوطان فإذا أحسن الآباء تربية الأبناء تربية صالحة بما يحتاجونه من رعاية واهتمام بتربيتهم بأساس متين على القيم الدينية وعلى السلوكيات والعادات الحميدة وعلى الفضائل النبيلة يصبح لدينا مجتمع قوى ومترابط ومنتج.
لنجعل أبناءنا نجوما يضيئون زوايا الدنيا، ويا أيها الآباء عليكم تنوير طرق أولادكم بالأنوار ليهتدوا إلى أهدافهم بأمن وسلام ولمستقبل مشرف مملوء بالحيوية والنشاط.
[email protected]