الشمس كوكب مضيء بذاته وهي أعظم الكواكب المرئية لنا منظراً وأسطعها ضوءاً وأغزرها حرارة وأجزلها نفعاً للأرض التي نسكنها وللكواكب الأخرى السيّارة .
والشمس عبارة عن كرة مـتأججة ناراً بألسنتها الملتهبة بنيرانها الشديدة وهي تتبع نظام المجموعة الشمسية والكواكب السيّارة، والنظام الشمسي يتألف من الشمس وكوكب الأرض وتوابعها القمر والكواكب عطارد، الزهرة، المريخ، المشتري، زحل، أورانوس، نبتون وبلوتو، وتوابعها.
والله سبحانه وتعالى سخر لنا الشمس بما تجوده على الإنسانية من نعم مما لا تحصى، فهي مبعث حياتنا وحياة الكائنات الحية من نبات وحيوان التي تعيش معنا فهي مصدر نورنا ونارنا وحرّنا وبردنا وهي التي تحيل مياه البحار بخاراً وتقلّها في الجو غيوماً وسحاباً وتنزلها الأرض أمطاراً حيث تجري جداول وأنهاراً فتروي زرعنا وتنمي غراسنا وتثير الرياح وتطلع الأنواء وتنير الكون بأنوارها وما النهار المبصر والليل المظلم إلا آيتان من آيات الله المسخرة لنا بتسخير هذا المخلوق العجيب ففي النهار عندما يتنفس الصباح ويبزغ الفجر بنوره ويبتسم الفجر ضاحكاً من مشرقه نسعى في مناكب الأرض لابتغاء رزقنا وتدبير معاشنا وتنظيم شؤون حياتنا، وفي النهار تفتح خزائن الأرزاق ففي الحركة بركة.
وعندما يستتر وجه الشمس بالنقاب ويسدل الظلام بسواده مرصعاً بدرر شهبه وتحلى الليل ببديع الأوصاف كالعنبر والمسك، ففي الليل نسكن لإراحة أبداننا واستجمام قوانا واستيفاء حظنا من النوم الذي به تستديم صحتنا ونستعيض ما فقدناه بأعمالنا وننظر في ملكوت السموات وما خلق الله وبديع صورها وألوانها ونقف أمام قدرة خالقنا العظيم بالنعم التي سخرها لنا بوجود الكواكب السيارة ونهلل بذكر فالق الإصباح بالسرور والابتهاج.
وأشعة الشمس ونور الشمس الأبيض مؤلف من سبعة ألوان أصلية تنشأ منها كل الألوان الفرعية وهي الأحمر والأزرق والأصفر والأخضر والبرتقالي والبنفسجي والنيلي الداكن وهي ألوان الطيف طيف الشمس قوس قزح بألوانه الأخاذة الرائعة وهي ظاهرة طبيعية فيزيائية ناتجة عن انكسار وتحلل ضوء الشمس خلال قطرة ماء المطر.
وللضوء والحرارة معاً الأثر الحسن في قتل الجراثيم والأوبئة، والدار التي تدخلها الشمس لا يدخلها الطبيب. ويمكن توفير الطاقة الشمسية للمنازل وإنارة الشوارع والاستغناء عن نظام الكهرباء.
والقمر أجمل الكواكب صورة وأبينها منظراً وأسهلها رصداً، ولقد خلق الله القمر مسخراً لأهل الأرض خاصة فهو يعكس نور الشمس عليهم هداية لهم من ظلمات البر والبحر ولقد قضى الإنسان عصوراً ودهوراً وليس له مصباح في جنح الظلام.
والقمر سيّار كروي أصغر من الأرض مستمداً نوره من الشمس مثلها دائراً حول الشمس معها والذي يسترعى أنظارنا اختلاف أشكاله وتعدد مطالعه فنرى القمر في أول الشهر العربي ضئيلاً مقوساً كالهلال وبعد ذلك يتزايد نوره وفي الليلة الرابعة عشرة عند غروب الشمس يصبح بدراً كاملاً بهي الطلعة باهر وباهي الأنوار فتبارك الله أحسن الخالقين، بعد ذلك يبدأ في النقصان ومطالعه في تقهقر ونوره في تناقص وهو ليلة المحاق وتعرف بنهايته.
مما جعله مثال تفكر الحكماء والعلماء ومبعث تخيل القدماء والشعراء كما قال الشاعر قيس بن المُلَّوح:
أنِيري مَكانَ البَدْرِ إنْ أفَلَ البَدْرُ
وَقومِي مَقَامَ الشَّمسِ ما اسْتَأخَرَ الفَجْرُ
وإذا مرن الإنسان على النظر في تقدير ضوئه وأوقات مطالعه عرف الشهر باليوم والساعة، (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ) ـ البقرة: 189
وباتحاد جذب القمر مع جذب الشمس للأرض ينشأ المد والجزر وفائدتهما في تسهيل الملاحة فكم موانئ ومرافئ لولاهما لسٌدّت برواسب الأنهار والسيول.
ولضوء القمر في إنضاج الثمار والبقول أثر أيما أثر حتى ان بعضها لا ينمو ويزهو لونه إلا في لياليه البيض.
[email protected]