يعقوب الصانع
قد لا ابالغ اذا قلت ان انجازات برلماننا الموقر صدمت طموح كل المتفائلين، هذا اذا كانت هناك انجازات بمستقبل مشرق وحياة هانئة.
بل قد يكون تجاوز حدود المعقول في تعاطيه مع الواقع الذي نعيشه في هذا البلد الذي كان في يوم من الأيام درة الخليج فأصبح اليوم، آخر الخليج.
وكل ذلك بسبب الهوة العميقة التي تفصل بين الناخب والنائب، خاصة بعد نجاح الأخير في الانتخابات، لا لشيء، وانما لأن ما يشغل به النواب الأفاضل أنفسهم لا يدخل أبدا في اطار المهام المنوطة بهم ولا تخولهم المساس بها ابدا.
ولست أرى تفسيرا لأن يسمح النواب لأنفسهم بالدخول في عمق خصوصية الناس ويرسمون طريقة حياتهم وعملهم وسلوكياتهم ما هو الدافع الذي يحرك من يفترض ان يكونوا مشرعين وعاملين على دفع الحركة السياسية والاقتصادية - التي اصبحت اقطاعية - المشلولة في البلد للدخول في قضايا لا تسمن ولا تغني من جوع؟
مثل تحديد دوام المرأة وتقييده حتى الثامنة مساء هذا النص التشريعي من قانون العمل الكويتي، فتركوا جميع نصوص قانون العمل التي أكل الدهر عليها وشرب والتي تستوجب التغيير، وجاءوا الى هذه المادة المعطلة وبدلا من الغائها زادوا الطين بلة متجاوزين ومتناسين ان النساء هن نصف المجتمع وأصبحن الآن نصفا فاعلا في المجتمع وخرجن من «الحرملك» ودخلن معترك الحياة بقوة، فكيف تقول للطبيبة والمحامية والمهندسة والمحاسبة وصاحبة الأعمال وصاحبة أي وظيفة شريفة «عودي قبل الثامنة»؟ والا فالقصاص والعقاب بانتظارك، والله عيب، لماذا نفترض سوء النية؟
بالله عليكم اما كان الأجدر بهم تحديد عدة جلسات خاصة للبحث عن وسائل عملية وعلمية توقف مهزلة الكهرباء والماء، في حين تسابق مسؤولو وزارة الكهرباء بشهر سيوف القطع المبرمج فوق أعناق عباد الله في بلد تصل درجة الحرارة فيه الى 50 درجة مئوية. أليس من الأفضل اجبار الحكومة على تخصيص ميزانية خاصة لحل هذه المعضلة.
معقولة هل اصبحت أولويات الأعضاء الجنس الثالث والجنس الرابع وتحديد عمل المرأة وكل ما يتعلق «بالحموضة»؟
وأتساءل وبحق أين أنتم من جنون الأسعار؟ أين أنتم من المشكلة الاسكانية والبطالة وسوء الخدمات الصحية وسوء خدمات جميع مرافق الكويت؟
مستقبل البلد ولقمة عيش الناس أهم بكثير، لأن هناك أولويات، والمجلس لا يقترب منها أبدا، لأن شغله الشاغل مطاردة الوزراء وتهديدهم بالاستجواب لجذب ولفت الأنظار اليهم.
نعم انا مع الاستجواب الدستوري الذي يخدم أهل الكويت ومع التعاون بين السلطتين من أجل مصلحة البلد ايضا.
فاذا لم تنصلح الأحوال وتستقم الأمور فان الكويت ستسير الى الخلف عكس عقارب الساعة، لأن هناك مجلسا لا تهمه مشاكل الناس وحكومة ضعيفة تقدم التنازلات.
والسؤال الذي يطرح نفسه ما علاقة تقنين الكهرباء بتشغيل النساء؟