يعقوب اليوسفي
من الشعارات التي يضحك بها بعض المرشحين على ذقون الناس، وكأن الناس قد أتوا من كوكب اخر، هو طرح شعار «نحتاج حكومة قوية لمجلس قوي» ولا اعرف ماذا يقصد هؤلاء بمثل هذه الشعارات التي يعرف المرشح جيدا بينه وبين نفسه انه لا يمكن تطبيقها في أي دولة من دول العالم الثالث وعلى الأخص دول الخليج العربية؟ اعتقد والله اعلم انهم يقصدون ان يكون اعضاء الحكومة القادمون يملكون مواهب شخصية فذة مثل ان يكونوا من حاملي الميداليات في رفع الاثقال او المصارعة او من اصحاب الارقام القياسية في الجري او ان نشترط على الوزير ان يكون من مشجعي نادي الكويت او القادسية او العربي او ان يأخذوا دورات في الكلام والخطب الرنانة مثل بعض الاعضاء انفسهم، حتى لو حصل هذا فان الكثرة ستغلب الشجاعة، والمجلس لا يعرف لونا معينا لأي عضو فيه، فبعضهم له لون مختلف كل يوم.
المهم اننا كمواطنين نوافق على ذلك الشعار الرنان لو كان بالمعنى الذي ذكرته، اما اي معنى آخر فان الجميع لن يوافقوا عليه لانه من دون لون ولا طعم ولا رائحة، حيث يعرف المرشحون قبل غيرهم ان الحكام لهم من قبل بعض التجارب مع بعض الوزراء الذين كانوا يحاولون التفرد بالرأي ووضع الامور في نصابها الصحيح، ولكن الذي حصل ويعرفه الجميع ان الوزراء ان طرحوا آراء مستقلة عن طرح مجلس الوزراء فانهم لن يروا نور الوزارة ولا نور رئاسة أي هيئة او مؤسسة وسيذهبون الى كرسي المستشارين من غير رجعة.
ان هذا الامر ليس غريبا فأنا كإنسان لا يمكن ان آتي بآخر يتميز عني او يكون اقوى مني حتى ينافسني في قرار الحكم على بيتي، ان الذي يطالب بأمر مثل هذا ما هو الا كالنعامة التي تغرس رأسها في الرمل اعتقادا منها بأنها قد نجت وأصبحت في مأمن.
ان المطلوب من السادة اصحاب الشعارات ان يرجعوا الى انفسهم وهم في المنازل قبل الخروج على الناس لطرح الشعارات الجوفاء التي لا تقنع حتى اصحابها، ان العضو القوي ذا الشخصية المفكرة الفذة لا يحتاج الى حكومة قوية كما يقولون لأداء عمله، هذا هو وضعنا ونحن احسن من غيرنا بكثير «وبطلوا عاد» العزف على الوتر المقطوع، والا فان النتيجة هي مخيم حاشد وجماهير غفيرة وبوفيه «ينتهي على الآخر» ولا يبقى منه شيء حتى للقطط وفي النهاية «صندوق فاضي» مثل عقول بعض من يعتقدون انهم يخدعون الناس بـ «شوية» كلام.
السؤال: هل قوة الحكومة تأتي من الصراخ والضرب على الطاولة او الميكروفون أم تأتي من التخطيط والتركيز والعمل الجاد المتواصل؟!