المشكلة الأساسية أننا لم نجد ومع كل هذا الوقت الذي مر ويمر على الشعوب والذي أصبح يعد بالسنوات وليس بالأشهر أو بالأيام أقول لم نجد أحدا يذكر لنا الحقيقة أو السبب الرئيسي لتولد تلك الانتفاضات والتحركات وليس من الطبقات الفقيرة في تلك الدول الغنية منها قبل الدول الفقيرة والمشكلة الحقيقية التي يعرفها الحكام قبل الشعوب ويعرفها الأغنياء والتجار وأصحاب اليخوت والمنتجعات قبل الفقراء هي أن المواطن أصبح لا يجد لقمة العيش ولو خرج من منزله من الصباح الباكر إلى الغروب وبعد الغروب يذهب إلى مكانه ليرتاح بجانب أسرته فيجد نفسه في سكن ضيق قذر وغرف مشتركة مع الأولاد وماء غير نقي وكهرباء متوافرة في ساعة ومنقطعة في عدة ساعات وفى دورة مياه مشتركة قذرة لا تليق بالحيوان فكيف بالإنسان وفى حارات ضيقة مملوءة بالقذارة والزبالة والروائح الكريهة التي تزكم الأنوف وتعطل العقول والتي لا ترفع إلا في المناسبات وفى مبان وجدت بلا أي تنظيم أو رونق أو حتى أبسط أنواع قواعد وأصول البناء والمتانة وتقع على رؤوس ساكنيها مع كل هزة أرضية وبأقل درجات ريختر المعروفة أو حتى مع تسرب قليل من مياه المجاري العفنة وهذه الصفات لم تعد لمساكن العشوائيات في الدول الفقيرة بل أصبحت تراها في أغنى الدول في الخليج أو في الشرق الأوسط أو في آسيا أو في دول أوربا الشرقية أو أميركا اللاتينية أو حتى في أميركا العظمى أو في أربعة أخماس الكرة الأرضية ثم نسأل أنفسنا وبكل سذاجة.. لماذا تتحرك هذه الشعوب وماذا تريد؟ ولماذا لا تحمد ربها؟ وماذا تريد أكثر من ذلك؟ ولماذا لا تلتفت الى لقمة عيشها وتعيش بسلام؟ ونحن هنا لا ندعو للتحرك من قبل الفقراء والكادحين والموظفين والمتقاعدين وأصحاب الحرف ولكن ندعو أولياء الأمور لأن يسارعوا بل يركضوا لتغير الواقع الحالي لدى شعوبهم وأنا هنا لا أقصد الدول الفقيرة فهذه لها عذرها بنقص الموارد المالية والبنية الاقتصادية ولكن ما بال دولنا الغنية لا تتحرك وتقضي على ظاهرة الشعبيات واللجوء للقروض الربوية وغيرها لإكمال مسيرة الحياة الصعبة على الكثير ومع غلاء الأسعار وجشع التجار وارتفاع أسعار السكن فالحياة يا سادة يا كرام ليست توفير مواد تموينية، عيش ومعجون وحليب وعدس وزيت..
أليس كذلك؟!
[email protected]