إذا أراد أي فرد أن يذكر أو يعدد بلاد الحريات أو بلاد الرأي الحر أو حرية الكلمة وخصوصا في منطقتنا، فإنه حتما سوف يبدأ بالكويت وهذا جميل وعلى مبدأ «سيط الغنى ولا سيط الفقر» وكما قيل ولكن إذا حصل وأردت أن تكتب في أي موضوع فإنك وفورا سوف تواجه الآتي:
1- في الشأن المحلي يجب ألا تقرب من الكبار ولو لموضوع منطقي أو نصيحة فما بالك بالنقد وحتى لو كنت تريد ذكر الحقائق ووصل الأمر حتى إلى مستوى الوزراء وهم شخصيات عامة يعملون عملا تنفيذيا في الحكومة، لذا فإن النقد والملاحظات يجب أن توجه إليهم لتقويم المسار في حال انحرافه أو أعوجاجه ولكن لا.
2- إذا أردت أن أكتب للمساعدة في تصحيح أو تقويم أو انتقاد وضع معين في مجتمعي وناسي وأهلي، فأنا مثير للفتنة الطائفية والقبلية وبث الخلاف والشقاق بين أفراد بلدي وهذا كله غير صحيح.
3- أما على المستوى الخليجي فإن أي كتابة محظورة أو ممنوعة لأنها تمس العلاقة أو تخرب النسيج الخليجي المتين والقوي والترابط بين دول الخليج لأنها ـ ما شاء الله ـ علاقات نحسد عليها ولا يشوبها أي شيء.
4- أما على المستوى الإقليمي العربي فإنك وفي حال رغبتك الكتابة فيجب أولا وقبل كل شيء أن تصنف نفسك إلى فئة أو منظمة أو حزب وفي هذه الحالة فقد وضعت نفسك مسبقا في أحد المعسكرات وأصبحت عدوا لدودا لفئة أخرى وبامتياز، وعليك أن تدافع عن نفسك وخصوصا إذا أردت الدلو بدلوك في المشكلة السورية أو الكتابة عن الأوضاع في العراق أو مصر مثلا أو اليمن أو لبنان وذلك وبكل بساطة فإن التقسيم الطائفي يلعب دورا ليس بالقليل وبنسب مختلفة في تلك البلاد.
5- أما إذا أردت أن تكتب عن الأوضاع في إيران أو تركيا فإنك حتما من الطابور الخامس وأنت دخيل على وطنك وولائك ليس لوطنك لأنك تنحاز إلى الغريب وتنسى مصالح وطنك الذي ولدت فيه ورباك وعلمك.
6- الكتابة عن الدول الأجنبية الصغرى أو الكبرى فأنت متهم بأنك لا تفهم بالسياسة الدولية والعلاقات المتشابكة والمصالح المزدوجة لكل دولة، لذا لا تكتب أحسن لك.
7- إذا أردت أن تكتب في الاقتصاد والاستثمار المحلي والخارجي وعن السياسات الفاشلة للقائمين عليها فيقال لك «روح زين وش عرفك أنت بالبطيخ» وهم من يزرعون البطيخ في رؤوسنا بسياساتهم البطيخية.
فماذا تفعل يا ترى وأنت لا تستطيع أن تضع قلمك والورقة في الدرج وتسكت وأن تضع ضميرك في الثلاجة حتى لا تجرح ضمير الحقيقة المرة والتي لا يريد أحد سماعها أبدا ويديرون ظهورهم لها. ولا أعرف إلى متى؟ وأعتقد أن أحسن حل هو اللجوء إلى تأليف الكتب والروايات وكتب الطبخ فهي تباع هذه الأيام ولها رواج في السوق ودع القرعة ترعى فلماذا أنت كاتب في حيرة وبين نارين؟
[email protected]