يعقوب اليوسفي
ما سمع البعض ان احدى الصحف الزميلة تقترح حوارا وطنيا حتى بدأت الآراء تنهال من كل حدب وصوب، البعض يقترح الأسس والآخر يضع الشروط والثالث موافق بلا شروط ولا أسس وكأنه وجد ضالته الكبرى وكانت في الحوار الوطني، والسؤال المطروح: لماذا الحوار الوطني؟ إذا عرفنا النقاط التالية:
ان كان المشاركون أو القوى السياسية من الأعضاء فانهم يجتمعون كل يوم تقريبا ان لم يكن في المجلس ففي مقارهم السياسية أو في الديوانيات.
ان كان المشاركون من الحكومة، فالحكومة لديها في الأسبوع الواحد أكثر من اجتماع غير تواجد أعضائها كل في ديوانيته مرة في الأسبوع على الأقل.
ان كان المشاركون مختلطين أي من هؤلاء وأولئك فانهم يلتقون بعضهم البعض في قاعة عبدالله السالم أو اللجان او استراحات المجلس أو عند نقل المعاملات بواسطة الأعضاء الى مقار عملهم أو منازلهم في بعض الاحياء.
اذا علمنا ان المشاركون هم تقريبا 10% من المواطنين لان السواد الأعظم من الناس يريد حلولا وتنمية ولا يريد مناكفات وتعطيلا ومكاسب سياسية من هذه الفئة أو من تلك على حساب مصالح الناس.
ان الحوار الوطني لن يجدي نفعا لأننا في النهاية سنخرج ببعض التوصيات والكلام الجميل الذي تستطيع به ان تدخل البحر وتخرج «ناشفا» وبعد أسبوع واحد ترجع حليمة لعادتها القديمة.
واذا رجعنا بالذاكرة الى الوراء فاننا سنتذكر جليا أن صاحب السمو الأمير قد بدأ بمبادرة منه الى بدأ الحوار الوطني وقام بزيارة المحافظات الست ليستمع بنفسه الى مطالب وآراء الناس مباشرة ولكن اعتقد ان المبادرة وقفت لأن الأمير وجد ان المتحدثين أمامه، اما من الأعضاء أو من المرشحين أو من كبار القوم الذين يستطيعون لقاء سموه في أي وقت لطرح آرائهم وبالتالي فليس هذا هو المطلوب ولم يصل الدور للمواطن صاحب المشكلة او المطلب الحقيقي.
يا اخوان ان مشكلة هذا البلد هي مشكلة زعامات وقيادات لان الكل يريد ان يصبح نوخذة لأنهم لم يسمعوا ولم يعوا كلام الأمير الذي اعتقد انه آن الأوان لان يمسك بزمام كل الأمور بيده ويضع النقاط على الحروف ويجب ان يأمر ليطاع والا غرق المركب بمن فيه وقد قال القدماء «نوخذايين طبع المركب» وعلى طريقة اللهجة الكويتية «مال أول اثنين نوخذا مركب يروح قوع واحنا معاه».